للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بن ظفر: وهذا أولى بالقبول.


ولفظ ابن مردويه ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ، حتى فرغ من الآية.
"قال ابن ظفر: وهذا أولى بالقبول" من الخبر السابق.
وروى الأزرقي وغيره عن مجاهد: نزلت هذه الآية في عثمان بن طلحة، أخذ عليه الصلاة والسلام منه مفتاح الكعبة ودخلها يوم الفتح، فخرج وهو يتلوها، فدعا عثمان، فدفعه إليه، وقال: "خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله، لا ينزعها منكم إلا ظالم".
قال: وقال عمر: لما خرج صلى الله عليه وسلم من الكعبة، خرج وهو يتلو هذه الآية، ما سمعته يتلوها قبل ذلك، قال السيوطي: ظاهر هذا أنها نزلت في جوف الكعبة. انتهى.
وروى الأزرقي أيضا نحوه من مرسل بن المسيب وقال: في آخره: "خذوها خالدة تالدة، لا يظلمكموها إلا كافر".
وروى ابن عائذ وابن أبي شيبة من مرسل عبد الرحمن بن سابط، أنه صلى الله عليه وسلم دفع المفتاح إلى عثمان، فقال: "خذوها خالدة مخلدة، إني لم أدفعها إليكم، ولكن الله دفعها إليكم ولا ينزعها منكم إلا ظالم".
وروى عبد الرزاق والطبراني من طريقه من مرسل الزهري: أنه صلى الله عليه وسلم لما خرج من البيت قال علي: إنا أعطينا النبوة والسقاية والحجابة ما قوم بأعظم نصيبا منا، فكره صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم دعا عثمان بن طلحة، فدفع المفتاح إليه.
وعند ابن إسحاق عن بعض أهل العلم فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء". وفي هذه الأخبار كلها دليل على بقاء عقبهم إلى الآن.
قال العلامة الشمس الحطاب المالكي: ولا التفات إلى قول بعض المؤرخين أن عقبهم انقطع في خلافة هشام بن عبد الملك، فإنه غلط لقول مالك: لا يشرك مع الحجبة في الخزانة أحد لأنها ولاية منه صلى الله عليه وسلم ومالك ولد بعد هشام بنحو عشرين سنة.
وذكر ابن حزم وابن عبد البر جماعة منهم في زمانهم، وعاشا إلى بعد نصف المائة الخامسة.
وكذا ذكر العلامة القلقشندي، وعاش إلى إحدى وعشرين وثمانمائة، ولا دلالة لزاعم انقراضه، في إخدام معاوية الكعبة عبيدا لأن إخدامها غير ولاية فتحها، كما هو معلوم، وكثيرا ما يقع في كلام المؤرخين كالأزرقي والفاكهي ذكر الحجبة، ثم الخدمة، بما يدل على التغاير بينهم. انتهى ملخصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>