فيهما كما هو الثابت في البخاري، "وثلاثة أعمدة وراءه، وليس بين الروايتين" رواية مالك هذه ورواية جويرية عن نافع المروية في البخاري قبلها بلفظ: صلى بين العمودين المقدمين، وبمعناها الرواية التي ساقها المصنف فوقها: بين العمودين اليمانيين، وهي في البخاري من رواية الزهري عن سالم عن أبيه، "مخالفة" فإن معنى البينية جعل واحدا عن يساره وآخر عن يمينه. "لكن قوله في الرواية الأخرى" التي هي رواية مالك، كان اللائق للمصنف أن يقول في بقية هذه الرواية: "وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة مشكل، لأنه يشعر بكون ما عن يمينه أو يساره، كان اثنين" فينافي قوله: في أولها عمود عن يساره وعمود عن يمينه بإفراد عمود فيهما، "ولهذا عقبه البخاري برواية" شيخه "إسماعيل بن أبي أويس" عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي المدني الصدوق، المتوفى سنة ست وعشرين مائتين، "التي قال فيها" البخاري ما لفظه، وقال لنا إسماعيل: حدثني مالك فقال: "عمودين عن يمينه" وعمودا عن يساره. "ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه حيث ثنى أشار إلى ما كان عليه البيت في زمنه صلى الله عليه وسلم وحيث أفرد أشار إلى ما صار إليه بعد ذلك" حيث هدم وبني في زمن ابن الزبير، "ويرشد إليه" أي الجمع المذكور "قوله: وكان البيت يومئذ، لأن فيه إشعارًا بأنه تغير عن هيئته الأولى". وقال الكرماني لفظ العمود جنس يحتمل الواحد الاثنين، فهو مجمل بينته رواية عمودين، "ويحتمل أن يقال لم تكن الأعمدة الثلاثة على سمت واحد، بل اثنان على سمت والثالث