للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غير سمتهما، ولفظ "المقدمين" في إحدى روايات البخاري مشعر به.

وفي رواية لمسلم: جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه، عكس رواية إسماعيل، وكذلك قال الشافعي، وبشر بن عمر في إحدى الروايتين عنهما.

وجمع بعض المتأخرين بين هاتين الروايتين باحتمال تعدد الواقعة، وهو بعيد لاتحاد مخرج الحديث.


على غير سمتهما".
"ولفظ" رواية جويرية عن نافع عن ابن عمر، فسألت بلالا: أين صلى؟ قال: صلى بين العمودين "المقدمين".
وللكشميهني: المتقدمين بتاء قبل القاف، وأيا ما كان فهو مثنى، صفة للعمودين لا جمع صفة للرجال كما توهم، "في إحدى روايات البخاري" التي علمتها "مشعر به", قال الحافظ ويؤيده أيضا رواية مجاهد عن ابن عمر، عند البخاري أيضا بلفظ بين الساريتين اللتين عن يسار الداخل، وهو صريح في أنه كان هناك عمودان على اليسار، وأنه صلى بينهما، فيحتمل أنه ثم عمود آخر على اليمين، لكنه بعيد، أو على غير سمت العمودين، فيصح قول من قال: جعل عن يمينه عمودين.
وقول من قال: جعل عمودا عن يمينه.
وجوز الكرماني احتمالا آخر وهو أن يكون هناك ثلاثة أعمدة مصطفة، فصلى إلى جنب الأوسط، فمن قال جعل عمودا عن يمينه وعمودا عن يساره، لم يعتبر الذي صلى إلى جنبه.
ومن قال عمودين اعتبره "في رواية لمسلم" عن يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك به، وقال "جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه عكس رواية إسماعيل" المذكور.
"وكذلك قال" الإمام "الشافعي" في روايته عن مالك "وبشر بن عمر" بن الحكم الزهراني الأزدي، أبو محمد البصري، الثقة، الصدوق، الحافظ، أحد الرواة عن مالك, مات أول سنة سبع ومائتين "في إحدى الروايتين عنهما" عن مالك "وجمع بعض المتأخرين بين هاتين الروايتين باحتمال تعدد الواقعة، وهو بعيد لاتحاد مخرج" بفتح الميم وسكون المعجمة، أي موضع خروج "الحديث" وهو ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>