للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه مسلم.

والجمع بينه وبين حديث ابن عمر، أن أسامة أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة كما رواه أحمد والطبراني. بأن أسامة حيث أثبتها اعتمد في ذلك على غيره وحيث نفاها أراد ما في علمه لكونه لم يره حين صلى، ويكون ابن عمر ابتدأ بلالا بالسؤال ثم أراد زيادة الاستثبات في مكان الصلاة، فسأل أسامة أيضا.

قال النووي: وقد أجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال لأنه مثبت فمعه زيادة علم، فوجب ترجيحه. وأما نفي أسامة فيشبه أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقوا الباب واشتغلوا بالدعاء، فرأى أسامة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فاشتغل أسامة في ناحية من نواحي البيت والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية أخرى، وبلال قريب منه، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه بلال لقربه منه ولم يره أسامة لبعده واشتغاله بالدعاء.


الباب قبلة البيت، وهو محمول على البيت لقيام الإجماع على جواز استقبال البيت من جميع جهاته" انتهى.
"رواه مسلم" ورواه البخاري عن ابن عباس، لما دخل البيت، ولم يقل: أخبرني أسامة، فلذا عزاه لمسلم، "والجمع بينه" أي بين حديث ابن عباس عن أسامة نفي الصلاة، "وبين حديث ابن عمر أن أسامة أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة، كما رواه أحمد والطبراني", وخبر الجمع قوله: "بأن أسامة حيث أثبتها" كما في رواية ابن عمر عنه، "اعتمد في ذلك على غيره" لا على رؤيته، وحيث نفاها أراد ما في علمه لكونه لم يره حين صلى، و"الجمع بين رواية: أنه سأل بلالا، ورواية: أنه سأل أسامة، "بكون ابن عمر ابتدأ بلالا بالسؤل", فأخبره، "ثم أراد زيادة الاستثبات في مكان الصلاة، فسأل أسامة أيضا", فلا معارضة بين الروايات.
"قال النووي: قد أجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال" الصلاة في الكعبة، "لأنه مثبت فمعه زيادة علم" لم يختلف عليه في الإثبات، واختلف على من نفى "فوجب ترجيحه" لهذين الوجهين على القاعدة، "وأما نفي أسامة فيشبه أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقوا الباب واشتغلوا بالدعاء، فرأى أسامة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فاشتغل أسامة" بالداء "في ناحية من نواحي البيت والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية أخرى، وبلال قريب منه، ثم صلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فرآه بلال لقربه منه، ولم يره أسامة لبعده واشتغاله بالدعاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>