وقال ابن حبان الأشبه أنه، لما دخل في الفتح صلى، ولما حج دخلها ولم يصل، ورده النووي بأنه لا خلاف أنه دخل يوم الفتح لا في حجة الوداع، ويشهد له ما رواه الأزرقي عن سفيان، عن غير واحد من أهل العلم، أنه، صلى الله عليه وسلم إنما دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح، ثم حج فلم يدخلها، وإذا كان كذلك فلا يمتنع أنه دخلها عام الفتح مرتين، ويكون المراد، بالوحدة التي في خبر ابن عيينة، وحدة السفر لا الدخول، وعند الدارقطني من طريق ضعيفة ما يشهد لهذا الجمع. انتهى ملخصا. "وأفاد الأزرقي في تاريخ مكة، أن خالد بن الوليد كان على باب الكعبة يذب" بضم المعجمة يمنع "عنه، صلى الله عليه وسلم الناس" وهو في داخل الكعبة، قال الحافظ: وكأن خالدا جاء بعدما دخل، صلى الله عليه وسلم انتهى. قال الواقدي: ثم خرج والمفتاح في يده، ثم جعله في كمه، وخالد يذب الناس حتى خرج، فقال على باب البيت، فخطب. وروى أبو يعلى عن ابن عباس، والبيهقي عن ابن إسحاق، وعروة وابن أبي شيبة عن أبي سلمة، وغيرهم أنه، صلى الله عليه وسلم لما حانت الظهر أمر بلالا أن يؤذن فوق الكعبة، ليغيظ المشركين وقريش فوق رؤوس الجبال، وقد فر جماعة من وجوههم وتغيبوا، وأبو سفيان وعتاب وخالد ابنا أسيد، والحارث بن هشام، جلوس بفناء الكعبة، وأسلموا بعد. فقال عتاب وخالد: لقد كرم الله أسيدا أن لا يسمع هذا فيغيظه، وقال الحرث: أما والله لو أعلم أنه محق، لاتبعته، إن يكن الله يكره هذا، فسيغيره. وقال أبو سفيان: لا أقول شيئا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى. وقال بعض بني سعيد بن العاصي: لقد أكرم الله سعيدا أن قبضه، قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة. وقال الحكم بن أبي العاصي: هذا والل الحدث العظيم، أن يصيح عبد بني جمح على