وروى ابن سعد والحارث بن أبي أسامة وابن عساكر، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم: خرج صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان جالس في المسجد، فقال في نفسه: ما أدري بم يغلبنا محمد؟ فأتاه صلى الله عليه وسلم، فضرب صدره, وقال: "بالله نغلبك". فقال: أشهد أنك رسول الله. وروى الحاكم وتلميذه البيهقي عن ابن عباس، وابن سعد عن أبي إسحاق السبيعي قالا: رأى أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي والناس يطئون عقبه، فقال في نفسه: لو عاودت هذا الرجل القتال، وجمعت له جمعا، فجاء عليه السلام حتى ضرب في صدره فقال: "إذن يخزيك". فقال: أتوب إلى الله وأستغفر الله ما أيقنت أنك نبي إلا الساعة، إني كنت لأحدث نفسي بذلك. "وفي البخاري: أنه صلى الله عليه وسلم أقام خمس عشرة ليلة" هذا غلط فإنما وقع هذا في رواية لأبي داود، وضعفه النووي كما يأتي، فلو كانت في البخاري، ما وسعه تضعيفها والذي في البخاري هنا وقبله في أبواب التقصير من طريق عاصم عن عكرمة، عن ابن عباس: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما يصلي ركعتين، قال المصنف: بتقديم الفوقية على السين. "وفي رواية" له أيضا هنا عن ابن عباس: أقمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، في سفره "تسع عشرة ليلة" نقصر الصلاة فأفادت أن الأيام في الرواية التي فوقها بلياليها، كما قاله في الفتح، "وفي رواية أبي داود" من هذا الوجه وغيره بلفظ "سبع عشرة" بتقديم السين قال أبو داود وقال عباد بن منصور عن عكرمة تسع عشرة كذا عقله وقد وصلها البيهقي. "وعند الترمذي ثمان عشرة" ورواه أبو داود من حديث عمران بن حصين: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، وله من طريق ابن إسحاق عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس: أقام صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة، وجمع البيهقي بين هذا الاختلاف بأن من قال: تسع عشرة، عد يومي الدخول والخروج، ومن