أخرجه الديلمي عن أبي هريرة، "فكأنه قال: أنا النبي، والنبي لا يكذب، فلست بكاذب فيما أقول حتى أنهزم، بل أنا متيقن أن الذي وعدني الله به من النصر حق"؛ لأن الله لا يخلف الميعاد، "فلا يجوز عليّ الفرار", وقد قال له تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} "وأما ما في رواية مسلم عن سلمة بن الأكوع من قوله": غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلوا ثنية، فاستقبلني رجل من المشركين فأرميه، بسهم وتوارى عني، فما دريت ما صنع، ثم نظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم والصحابة، فولى الصحابة، "فأرجع" أنا "منهزما" وعلي بردتان مؤتزر بإحداهما مرتد بالأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعا. وهذا ما أشار إلى أنه حذفه "إلى قوله: ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما، فقال: "لقد رأى ابن الأكوع فزعا"، خوفا "فقال العلماء: قوله: منهزما حال من ابن الأكوع، لا من رسول الله صلى الله عليه وسلم،" ونسبه للعلماء تنبيها على أنه مجمع عليه، "كما صرح أولا بانهزامه" في قوله: فأرجع منهزما. قال الحافظ: ولقوله من طريق أخرى مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما، وهو على بغلته "ولم يرد" سلمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم انهزم", فلا يرد على إقسام البراء أنه ما ولى، "وقد قالت الصحابة كلهم: إنه عليه الصلاة والسلام ما انهزم", فلا يجوز أن ينقل عن سلمة ما يخالفهم بمجرد لفظ محتمل, دفعته الرواية الأخرى عنه، فهذا من جملة ما استند إليه العلماء في أنه حال من ابن الأكوع، "ولم ينقل أحد قط أنه انهزم في موطن من المواطن، وقد نقلوا إجماع