للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى.

وأمر رسوله الله صلى الله عليه وسلم بطلب العدو، فانتهى بعضهم إلى الطائف، وبعضهم نحو نخلة، وقوم منم إلى أوطاس.

واستشهد من المسلمين أربعة: منهم أيمن ابن أم أيمن.


وتمام نعمته تعالى عليهم بما صرفه عنهم من شر من كان مجاورهم من أشرار العرب من هوازن وثقيف بما أوقع بهم من الكسرة، وبما قبض لهم من دخولهم في الإسلام. ولولا ذلك ما كان أهل مكة يطيقون مقاومة تلك القبائل مع شدتها. "انتهى".
كلام ابن القيم "وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلب العدو" بعد انهزامهم "فانتهى بعضهم إلى الطائف" كمالك بن عوف في جماعة من أشراف قومه، فإنهم لما انهزموا، وقف على ثنية في شبان أصحابه، فقال: قفوا حتى يمضي ضعفاؤكم وينتام آخركم، فبصر بهم الزبير، فحمل عليهم حتى أهبطهم من الثنية، وهرب مالك إلى الطائف، ويقال: تحصن في قصر بلية، بلام مكسورة وتحتية خفيفة, على أميال من الطائف، فغزاهم صلى الله عليه وسلم بنفسه، كما يأتي وهدم القصر، "وبعضهم نحو نخلة" فتبعهم خيل المسلمين، ولم تتبع من سلك في الثنايا، فأدرك ربيعة بن رفيع بفاء مصغرا دريد بن الصمة في ستمائة نفس، فقتله فيما جزم به ابن إسحاق، وقال ابن هشام: يقال: إن قاتله عبد الله بن قبيع.
وروى البزار بإسناد حسن ما يشعر بأن قاتل دريد هو الزبير، ولفظه عن أنس لما انهزم المشركون انحاز دريد بن الصمة في ستمائة نفس على أكمة، فرأوا كتيبة، فقال: خلوهم لي فخلوهم، فقال: هذه قضاعة ولا بأس عليكم منهم، ثم رأوا كتيبة مثل ذلك، فقال: هذه سليم، ثم رأوا فارسا وحده، فقال: خلوه لي، فقالوا: هذا الزبير بن العوام، وهو قاتلكم، ومخرجكم عن مكانكم هذا، فالتفت الزبير، فرآهم، فقال: علام هؤلاء هنا، فمضى إليهم وتبعه جماعة، فقتلوا ثلاثمائة، وخر رأس دريد بن الصمة، فجفلوا بين يديه، ويحتمل أن ربيعة أو عبد الله كان في جماعة الزبير، فباشر قتله، فنسب إلى الزبير مجازا، وكان دريد من الشعراء المشهورين في الجاهلية، ويقال: إنه كان لما قتل ابن عشرين ومائة سنة، ويقال: ابن ستين ومائة. انتهى من الفتح ملخصا.
"وقوم منهم إلى أوطاس" فبعث إليهم أبا عامر، كما يأتي، "واستشهد من المسلمين أربعة منهم أيمن" بن عبيد بن زيد بن عمرو بن خلال الخزرجي، كذا نسبه ابن سعد وابن منده، وأما أبو عمر، فقال الحبشي: وقد فرق ابن أبي خيثمة بين الحبشي وبين ابن أم أيمن وهو الصواب، فإن أيمن الحبشي أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب، قاله في الإصابة، والخزرجي أحد الثابتين، كما مر، وقول ابن إسحاق الهاشمي: يريد بالولاء، وهو المعروف بأنه "ابن أم أيمن" بركة

<<  <  ج: ص:  >  >>