للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل قاتل أبي عامر, فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لأبي عامر واجعله من أعلى أمتي في الجنة".

وفي البخاري قال -يعني: أبا عامر لأبي موسى الأشعري، لما رمي بالسهم: يابن أخي! أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: يستغفر لي, ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم.


إذا خالف، "وقتل" بالبناء للفاعل عطفا على خلف، أي أبو موسى "قاتل أبي عامر، فقال صلى الله عليه وسلم" لما بلغه: "اللهم اغفر لأبي عامر واجعله من أعلى أمتي في الجنة".
ذكره ابن سعد "وفي البخاري" عن أبي موسى الأشعري: لما فرغ صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته، رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته، قال أبو موسى: فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إليّ, فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فلحقته، فلما رآني ولى، فأتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحيي؟ ألا تثبت؟ فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله قاتلك، قال: فانزع مني السهم، فنزعته فنزا منه الماء "قال: يعني أبا عامر لأبي موسى الأشعري لما رمي بالسهم" هذا كله من المصنف بيان للقائل والمقول له، لحذفه صدر الحديث المذكور "يابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام" عني، "وقل له: يستغفر لي".
قال المصنف كذا بالياء مصححا عليه: وفي الفرع، فليستغفر بلفظ الطلب والمعنى أن أبا عامر سأل أبا موسى أن يسأل له النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له، وأسقط المصنف هنا من البخاري ما لفظه: واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا، "ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم".
زاد في رواية ابن عائذ: فلما رآني صلى الله عليه وسلم معي اللواء قال: "يا أبا موسى قتل أبو عامر" , وحذف المصنف من البخاري ما لفظه في بيته على سرير مرمل، وعليه فراش قد أثر، ورمال السرير بظهره وجنبه.
قال المصنف: مرمل بضم الميم الأولى وكسر الثانية بينهما راء ساكنة، ولأبي ذر: بفتح الراء والميم الثانية مشددة منسوج بحبل ونحوه. انتهى.
وجزم الحافظ بضبط أبي ذر، فقال: مرمل براء مهملة، ثم ميم ثقيلة، أي معمول بالرمال، وهي حبال الحصر التي يضفر بها الأسرة قال ابن التين: أنكره الشيخ أبو الحسن، وقال: الصواب ما عليه فراش، فسقطت ما. انتهى، وهو إنكار عجيب، فلا يلزم من كونه رقد على غير فراش في

<<  <  ج: ص:  >  >>