وفي حديث كعب: حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي بالتي أعرف، وفي رواية وتنكرت لنا الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي نعرف، وهذا يجده الحزين والمهموم في كل شيء حتى، قد يجده في نفسه. وعند ابن عائد حتى وجلوا أشد الوجل، وصاروا مثل الرهبان "وظنوا" أيقنوا " {أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ} " أي، لا مفر من عذابه لأحد " {إِلَّا إِلَيْه} " بالتوبة والاستغفار. روى ابن أبي حاتم عن الحسن البصري، قال: ما أكل هؤلاء الثلاثة مالا حراما، ولا سفكوا دما حراما، ولا أفسدوا في الأرض، وأصابهم ما سمعتم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فكيف بمن يوافع الفواحش، والكبائر {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} وفقهم للتوبة " {لِيَتُوبُوا} " ليستقيموا على توبتهم، ويثبتوا، أو ليتوبوا في المستقبل، كلما فرطت منهم زلة لعلمهم بالنصوص أن طريان الخطيئة يستدعي تجدد التوبة " {إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّاب} " على من تاب ولو عاد، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة". رواه أبو داود والترمذي والبزار وضعفاه من حديث أبي بكر وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني " {الرَّحِيمُ} " به، ومن جملتها توفيقه للتوبة، "والثلاثة هم كعب بن مالك، وهلال بن أمية ومرارة"، بضم الميم، وتخفيف الراءين ومن تظرف، فقال: يجمع أسماءهم مكة مراده مجرد الحروف، لا الضبط "ابن ربيعة" كذا في رواية لمسلم، والمشهور ابن الربيع، كما في البخاري وعند ابن مردويه مرارة بن ربعي، وهو خطأ، وعند ابن أبي حاتم: ربيع بن مرارة، وهو مقلوب، قاله الحافظ، وقد مر، قال ابن بطال: إنما اشتد الغضب على من تخلف وإن كان الجهاد فرض كفاية؛ لأنه في حق الأنصار خاصة فرض عين؛ لأنهم بايعوا على ذلك، ومصداقه قولهم