"وفي حديث حذيفة" بن اليمان عند البخاري في التاريخ، والترمذي وابن سعد "أحمد ومحمد والحاشر والمقفي" بفتح القاف وكسر الفاء المشددة أي المتبع للأنبياء فكان آخرهم. قال ابن الأعرابي، وقال غيره: هو بمعنى العاقب "ونبي الرحمة" وكذا في حديث أبي موسى عند مسلم وغيره، لكنه لم يذكر الحاشر، "ولفظ رواية أبي نعيم" من طريق عقبة بن مسلم عن نافع بن جبير "هي ستة محمد وأحمد وخاتم" بمعجمة "وحاشر وعاقب وماح. فأما الحاشر فبعث مع الساعة نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد" أي قدامه لأنه مبعوث في نسيم الساعة، أي في البشر الذين تقوم عليهم الساعة وهم أمته، "وأما عاقب فإنه أعقب الأنبياء" أي جاء عقبهم فلا نبي بعده. قال أبو عبيد قال سفيان: العاقب آخر الأنبياء "وأما ماح فإن الله عز وجل محا به سيئات من اتبعه" بمغفرتها له بلا سبب أو بإلهام التوبة النصوح لمن صدرت منه وقبولها فيغفر له، إن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، وهذا لا يعارضه رواية الشيخين: وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر؛ لأن محو أحدهما لا يمنع محو الآخر، وعجيب ترجى أن أبا نعيم لم تثبت عنده رواية الشيخين، فإن هذا لا يقال على مثل الحافظ أبي نعيم، وقد صنف على كل من الصحيحين مستخرجا. وفي الفتح في رواية نافع بن جبير عند البخاري في التاريخ وغيره، وأما الماحي فإن الله محا به سيئات من اتبعه وهذا يشبه أن يكون من قول الراوي انتهى. ويؤيده رواية أبي نعيم هذه فإنها ظاهرة في أن تفسير الثلاثة كلها من قول الراوي وعلى هذا فليس تفسيرا للماحي بخلاف ما فسره به الشارع؛ لأنه لا ينافيه كما علمت، فكأنه صلى الله عليه وسلم خص الكفر لظهور محوه برسالته، "وذكر بعضهم" وهو ابن عساكر، فقال: يحتمل "أن العدد ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكره الراوي بالمعنى" ويحتمل أنه من لفظه صلى الله عليه وسلم، ولا يقتضي الحصر انتهى