للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القريب، القمر، القيم: ومعناه الجامع الكامل، وصوابه بالمثلثة بدل الياء، القوي.

"حرف ك":

كافة الناس،


"القريب" الداني من الله تعالى، قال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} ، أو من الناس لتواضعه من أسمائه تعالى، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} ، أي بالعلم، لا يخفى عليه شيء من أحوالهم.
"القمر" الكوكب المعروف؛ لأنه جلا ظلمة الكفر بنور الهداية.
"القيم" بالتحتية، كما روى في حديث عند الديلمي "ومعناه الجامع" لمكارم الأخلاق "الكامل" فيها، أو الجامع لشمل الناس بتأليفه بينهم، وجمع شتاتهم؛ لأن القيم يكون بمعنى السيد، لقيامه بأمر الناس وأمر الدين، كما، قال جريبة، بضم الجيم، وفتح الراء وسكون التحتية فموحدة مصغر الأسدي، لما قدم عليه صلى الله عليه وسلم.
بدلت دينا بعد دين قد يذم ... كنت من الذنب كأني في ظلم
يا قيم الدين أقمنا نستقم ... فإن أصادف ما ثما فلن أثم
فهذا وجه الرواية إن صحت. "ولكن قال عياض في الشفاء "صوابه" فثم "بالمثلثة بدل الياء" فيما أرى، وهو أشبه بالتفسير، لكن في كتب الأنبياء أن داود، قال: اللهم ابعث لنا محمدا يقيم السنة بعد الفترة، فقد يكون القيم بمعناه انتهى. أي بمعنى المقيم السنة إلخ، فيكون اسما آخ غير قثم، فعلى المصنف مؤاخذة؛ لأن المصوب لم يجزم بالتصويب بل قال فيما أرى، أي أظن ولم يستمر عليه، بل استدرك والقيم من أسمائه تعالى، كما في حديث أنت قيم السماوات والأرض.
قال ابن دحية: وهو بمعنى القائم وأبلغ منه والفرق بينه وبين القيوم، والقيام أنهما يختصان به تعالى، لما فيهما من الأبلغية ولا يستعملان في غير المد بخلاف القيم.
"القوي" صفة مشبهة، أي الشديد المتمكن، وهو من أسمائه تعالى، ويأتي للمصنف فعد ثمانية عشر فيها اثنان من أسمائه تعالى، زاد الشامي.
القاري، أي الكريم الجواد اسم فاعل من القرى بالكسر مع القصر، وبالفتح مع المد، وهو البذل للأضياف القائد بالهمز الذي يقود الناس أي يقدمهم، فسيلك بهم، طريق الهدى، ويعدل بهم، عن سبيل الردى، وفي الترمذي مرفوعا. "وأنا قائدهم إذا فزعوا قدمايا" هو اسمه في التوراة، ومعناه الأول السابق القسم القطب.
حرف ك:"كافة الناس"، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: ٢٨] قال الزمخشري: إلا إرساله عامة محيطهم بهم؛ لأنها إذا شملتهم، فقد كفتهم أن يخرج منها أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>