للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفيل، الكامل في جميع أموره، الكريم، كهيعص.

"حرف ل":

اللسان.


"الكفيل" السيد المتكفل بأمور قومه وإصلاح شأنهم، فعيل من الكفالة الضمان لتكفله لأمته بالفوز والنجاة بما ادخر لهم من الشفاعة، أو بمعنى مفعول كجريح وكحيل؛ لأن الله تكفل له بالنصر والظفر، أو بمعنى الكفل وزن طفل، وهو الرحمة والنعمة؛ لأنه رحمة للخلق ونعمة لهم من الحق "الكامل في جميع أموره" خَلقا وخُلقا ومنه العبادات وغيرها، وقد كان خُلقه القرآن.
"الكريم" الجواد المعطي، أو الجامع لأنواع الخير والشرف، أو الذي أكرم نفسه، أي طهرها عن التدنس بشيء من المخالفة ومر أن أحد القولين في أنه لقول رسول كريم محمد صلى الله عليه وسلم، ورجحه المصنف فيما يأتي قريبا، وهو من أسماء الله، أي المتفضل أو العفو أو العلي أو الكبير وكلها صحيحة في حقه لله.
"كهيعص" ذكره ابن دحية في أسمائه وغيره في أسماء الله تعالى، فهي خمس واحد من أسماء الله تعالى، وزاد الشامي الكاف بشد الفاء، أي الذي كف الناس عن المعاصي، وليس معناه المرسل إلى الناس كافة؛ لأن كافة لا يتصرف منه فعل، فيكون اسم فاعل، قال ابن دحية الكافة، أي الجامع المحيط والهاء للمبالغة اسم فعل من الكف المنع، أو مصدر كالعافية.
الكافي اسم فاعل من الكفاية سد الخلة وبلوغ المراد في الأمر؛ لأنه سد خلل أمته بالشفاعة يوم الحساب، وبلغهم مرادهم، أو لأنه كفى شر أعدائه، فيكون المراد المكفي بفتح الميم، وهو سائغ كعيشة راضية الكثير الصمت أي القليل الكلام فيما لا يجدي نفعا كنديدة.
قال ابن دحية هو اسمه في الزبور. الكنز في الأصل المال، أو الشيء النفيس، سمي به لنفاسته، أو لأنه حصل لنا به سعادة الدارين.
الكوكب سيد القوم، وفارسهم، أو النجم المعروف، سمي به لوضوح شريعته وسمو ملته.
حرف ل:
"اللسان" المراد هنا المتكلم عن القوم، سمي به لأنه لشدة بلاغته وفصاحته، كأن مجموعه لسان، وحكي أن المراد بقول الخليل {وَاجْعَلْ لِي لسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى أنه سأل ربه أن يجعل من ذريته من يقوم مقامه بالحق ويدل عليه، فاجيب دعوته بالمصطفى وزاد الشامي.
اللبيب أي الفطن العاقل، الزكي اللسن بوزن كتف الفصيح البليغ اللوذعي، أي الذكي

<<  <  ج: ص:  >  >>