"قيل" في تعليل تسميته خبيرا على تفسيره بالعالم بالحقيقة، أو بالمخبر؛ "لأنه صلى الله عليه وسلم على غاية من العلم بما علمه الله من مكنون علمه وعظيم معرفته" أي سمي بذلك لما أعلمه به من الخفيات، والمغيبات التي أطلعه عليها بوحيه وما جبله عليه من المعرفة العظيمة، "مخبر لأمته بما أذن له في إعلامهم به" دون ما لم يأذن من الأسرار الإلهية، وهذا باعتبار أنه عالم قبل السؤال وما قبله باعتبار ما أجاب به بعد سؤاله، فافترقا، "وأما العظيم" وهو من أسمائه تعالى، أي الجليل الشأن، أو الذي كل شيء دونه، أو البالغ أقصى مراتب العظمة، فلا تتصوره الأفهام، ولا تحيط بعظمته الأوهام، أو الذي ليس لعظمته غاية، ولا لكبريائه نهاية سبحانه، "فقال الله تعالى في شأنه" بهمزة وإبدالها ألفا: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} فجمع الله تعالى له من محاسن الأخلاق ما لا يتصور في سواه وإذا وصف خلقه بالعظيم فقد وصفه به، فهو من أسمائه، فلا يرد أنه صفة للخلق، لا له، وإن العظمة مختصة بالله، أو هو توطئة لقومه، "ووقع في أول سفر" بكسر، فسكون كتاب "من التوراة عن إسماعيل" نبي الله ابن خليله، وكان الظاهر أن يقال في حق إسماعيل فكأنه صفة سفر، أي فيه ما يصدر عن إسماعيل، "وسيلد عظيما" من الولادة، وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه العظيم الذي ولده إسماعيل "لأمه عظيمة" وفيه مبالغة في وصفه بالعظمة؛ إذ جعل أتباعه عظماء فيما بالك به، وهذا هو الذي في الشفاء، والنسخ الصحيحة من الشامية نقلا عنها وعن ابن دحية بلام بعدها دال من الولادة، وعظيما مفعول، فلا عليك مما يقع في نسخ سيدا وعظيما، أو وسيلة عظيمة، أو سيرد براء بدل اللام عظيما فإنه كله من تحريف النساخ، وإن تكلف توجيه الأولتين بأن المعنى بعثناه سيدا فإنه فاسد؛ لأن الضمير لإسماعيل ولي القصدي الإخبار عنه، وإلا كان لا معنى لذكره احتجاجا على تسمية المصطفى بعظيم، والثالثة بأن المعنى سيرد على الحوض فإنه فاسد كذلك فإنما هو مجرد خيالات تقوم في العقول دون