للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما "الكريم" و"الأكرم" و"أكرم ولد آدم" فسماه الله به في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [سورة الحاقة: ٤٠] أي محمد صلى الله عليه وسلم، وليس المراد به جبريل عليه السلام؛ لأنه تعالى لما قال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ذكر بعده أنه ليس بقول شاعر ولا كاهن، والمشركون لم يكونوا يصفوا جبريل عليه السلام بذلك، فتعين أن يكون المراد بالرسول الكريم هنا محمدا صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في مقصد أي التنزيل. وقال عليه الصلاة والسلام: "أنا أكرم ولد آدم".

وأما "الولي" و"المولى".


فما الفتوة عندكم؟ فقال: إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا، "وأما الكريم" وهو من أسمائه تعالى، أي الكثير الخير، أو المتفضل، أو العفو، أو العلي، وهي صحيحة في حقه صلى الله عليه وسلم، "والأكرم" من الأسماء الحسنى. كما في رواية ابن ماجه وفي التنزيل {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} أي الزائد في صفة الكرم على غيره، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر". رواه الدرامي، "وأكرم ولد آدم فسماه الله به" بالكريم في قوله تعالى في سورة الحاقة: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ} {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة: ٣٨، ٣٩] أنه، أي القرآن "لقول رسول كريم، أي محمد صلى الله عليه وسلم أضيف إليه لنزوله عليه وتلقي الأمة له عنه، "وليس المراد به جبريل عليه السلام؛ لأنه تعالى، لما قال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ذكر بعده أنه ليس بقول شاعر، ولا كاهن"؛ إذ قال سبحانه: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} ، ولا بقول كاهن، ولو قال المصنف لأنه تعالى قال بعده، وذكر اللفظ إلى هنا لأغناه عن التكرار وحكاية القرآن بالمعنى، "والمشركون لم يكونوا يصفوا" بحذف النون للتخفيف، وفي نسخ بالنون، وهو أولى [أي:] "جبريل عليه السلام بذلك" الشعر، والكهانة "فتعين أن يكون المراد بالرسول الكريم هنا محمدا صلى الله عليه وسلم كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في مقصد أي التنزيل" السادس، وأما في سورة التكوير، فذكر المصنف في المقصد المذكور ترجيح أنه جبريل، ونسب عياض لأكثر المفسرين أنه محمد صلى الله عليه وسلم.
قيل ولا حاجة لإثباته بهاتين الآيتين المختلف فيهما لاتصافه صلى الله عليه وسلم بالكريم وبمعناه في الأحاديث الصحيحة، "وقال عليه الصلاة والسلام: "أنا أكرم ولد آدم" أي أشرف من الأنبياء وغيرهم دليل تسميته بهذا الاسم وبالأكرم وقدمت له دليلا آخر، "وأما الوالي، والمولى" بفتح الميم، واللام وهما من أسمائه تعالى، وهو الولي الحميد، الله ولي الذين آمنوا ذلك بأن الله مولى

<<  <  ج: ص:  >  >>