للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ريب أنه صلى الله عليه وسلم طيب الطيبين، وحسبك أنه كان يؤخذ من عرفه ليتطيب به، فهو صلى الله عليه وسلم طيب الله الذي نفحه في الوجود فتعطرت به الكائنات وسمت، واعتذت به القلوب فطابت، وتنسمت به الأرواح فنمت.

وأما "الطاهر" و"المطهر" و"المقدس" أي المطهر من الذنوب، كما قال الله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ٢] أو الذي يتطهر به من الذنوب، ويتنزه بأتباعه عنها، كما قال الله تعالى: {وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: ١٢٩] وقال: {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [المائدة: ١٦] أو يكون مقدسا بمعنى مطهرا من الأخلاق الذميمة والأوصاف الدنية.

وأما "العفو".


مركب خلاف الأصل، وزعم أن داله مهملة لم يقله أحد، وقول التلمساني يحتمل أنه مأخوذ من الماذ وهو العسل الأبيض لحلاوته في ذاته وصفاته، أو من الماذ بمعنى الدرع اللينة السهلة؛ لأنه حصن حصين للعالمين رد بأنه يقتضي أنه عربي، ولم يقل أحد ط، "ولا ريب" لا شك "أنه صلى الله عليه وسلم طيب الطيبين وحسبك" كافيك "إنه كان يؤخذ من عرقه ليتطيب به، فهو صلى الله عليه وسلم طيب الله الذي نفحه" بالفاء، والحاء المهملة، نشره "في الوجود فتعطرت به الكائنات" أي الموجودات "وسمت" علت، وارتفعت "واغتذت" بذال معجمة، "به القلوب فطابت وتنسمت" بسين مهملة من النسيم ومعجمة من النشم، وهو كما في القاموس طيب الرائحة "به الأرواح فنمت" زادت "وأما الطاهر" بالطاء المهملة النقي من النقائص، والأدناس الحسية، والمعنوية حتى قال قوم بطهارة فضلاته، وهو المعتمد، "والمطهر" بفتح الهاء وكسرها على ما يأتي، "والمقدس" بفتح الدال وكسرها فسره تبعا لعياض بقوله، "أي المطهر من الذنوب" تفسيرا للأسماء الثلاثة بناء على أن الأخيرين بفتح الهاء والدال: "كما قال الله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ٢] منه، ويأتي الكلام على هذه الآية، "أو الذي يتطهر به" بالبناء للمفعول من الذنوب ويتنزه بأتباعه" يتباعد بسببه "عنها" بناء على أنهما بكسر الهاء، والدال، أي الطهر من اتبعه وهما احتمالان، كما قال السيوطي ومر كلامه ونحوه تفسير المصنف هذا، كما قال تعالى: {وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: ١٢٩] يطهرهم من الذنوب، "وقال" تعالى: {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ} الكفر، والمعاصي {إِلَى النُّورِ} الإيمان والتقوى والطاعة، بإرشادهم وتوفيق الله ببركته صلى الله عليه وسلم، "أو يكون مقدسا بمعنى مطهرا من الأخلاق الذميمة" بالمعجمة، أي المذمومة، "والأوصاف الدنية" الحقيرة التي لا تليق بجنابه صلى الله عليه وسلم من التقديس، وهو التطهير، وقيل: معناه المفضل على غيره وقيل تقديسه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، "وأما العفو"

<<  <  ج: ص:  >  >>