"السادسة فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي تزوجها بعد وفاه ابنته زينب، وخيرها"، بين الدنيا والآخرة أو بين الإقامة والطلاق. قال الماوردي: وهو الصحيح، وقال القرطبي النافع: الجمع بين القولين لأن أحد الأمرين ملزوم بالآخر، وكأنهن خيرن بين الدنيا فيطلقهن، وبين الآخرة، فيمسكهن "حين نزلت آية التخيير {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: ٢٨] ، إلى تمام الآيتين، "فاختارت الدنيا، ففارقها عليه الصلاة والسلام، فكانت بعد ذلك تلقط"، بضم القاف، تأخذ "البعر" من الأرض، ولعل ذلك لتبيعه من ضيق عيشها، "وتقول هي الشقية" لفظها عند ابن إسحاق وغيره أنا، فغيره المصنف بقوله: هي كراهية لذلك "اخترت الدنيا هكذا، رواه ابن إسحاق، لكن قال أبو عمر" بن عبد البر: "هذا عندنا غير صحيح؛ لأن ابن شهاب يروى" في الصحيح "عن عروة عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم حين خير أزواجه" لما سألته الدنيا وزينتها، "بدأ بها" بعائشة وغلط من توهم أن الضمير لفاطمة، وقال ما لم يقله أحد، "فاختارت الله ورسوله"، وفي الصحيحين من طريق الزهري عن أبي سلمة عن عائشة: أنه صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول الله، فقال: "إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك"، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، ثم قال: "إن الله قال": {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ} إلى تمام الآيتين فقلت له: ففي أي هذا استأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. زاد أحمد والطبراني ولا أوامر أبي بكر وأم رومان فضحك وأي اسم معرب يستفهم بها نحو، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون} [الأعراف: ١٨٥] وبدأ بعائشة لفضلها، كما قال النووي أو لأنها كانت السبب في التخيير لأنها طلبت منه ثوابا، فأمره الله بالتخيير. رواه ابن مردويه عن الحسن عن عائشة لكنه لم يسمع منها، فهو منقطع، وفي تفسير