"وفي رواية الترمذي" وأبي يعلى من حديث جبلة، بفتح الجيم والموحدة، ابن حارثة، الصحابي، وهو أخو زيد وأكبر منه سنا، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أرسل معي أخي زيدا، فقال: "ها هو ذا بين يديك إن ذهب، فلست أمنعه"، "فقال زيد: يا رسول الله لا أختار أقدم وأفضل "عليك أحدا" قال جبلة: فوجدت قول أخي خيرا من قولي، وهذا كما هو ظاهر، قاله أخوه في قدمة قدمها بعد الإسلام، وهو صغير كيف يختار فراقه بعدهما، قال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت أدعوهم لآبائهم أخرجه البخاري، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم، وهو اسم قصي، "واستشهد زيد" وقد شهد بدرا وما بعدها "في غزوة مؤتة" وهو أمير سنة ثمان، كما مر، "ومات ابنه أسامة بالمدينة" وقد كان اعتزل الفتن بعد عثمان، فسكن المزة من أعمال دمشق، ثم رجع، فسكن وادي القرى ثم نزل المدينة فمات بالجرف بها، "أو بوادي القرى" بقربها "سنة أربع وخمسين" كما صححه ابن عبد البر، وقيل بعدها "ومنهم ثوبان" بن بجدد بضم الموحدة، وسكون الجيم ومهملتين، أولاهما مضمومة يقال: إنه من العرب من سعد بن حمير اشتراه، ثم أعتقه صلى الله عليه وسلم وخيره إن شاء أن يرجع إلى قومه، وإن شاء يقيم عنده، فأقام على ولائه، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يفارقه حضرا، ولا سفرا إلى أن مات فتحول ثوبان إلى الرملة، ثم حمص، "ومات بحمص سنة أربع وخمسين" قاله ابن سعد وغيره. وروى ابن السكن عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهله فقلت: أنا من أهل البيت، فقال في الثالثة: "نعم، ما لم تقم على باب سدة، أو تأتي أميرا فتسأله". وروى أبو داود عنه، قال صلى الله عليه وسلم: "من يتكفل لي أن لا يسأل الناس، وأتكفل له بالجنة"، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا، "و" منهم "أبو كبشة" فموحدة، فمعجمة اختلف