وروى الحاكم وابن حبان عن سلمان في قصته أنه كان ابن ملك، وأنه خرج في طلب الدين هاربا، وانتقل من عابد إلى عابد، وسمع به صلى الله عليه وسلم فخرج في طلبه، فأسر وبيع بالمدينة، وتداوله بضعة عشر، فاشتغل بالرق حتى كان "أول مشاهده الخندق". قال ابن عبد البر: ويقال إنه شهد بدرا ومناقبه كثيرة، وروى أحاديث وعنه أنس وكعب بن عجرة وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من لصحابة وآخرون من التابعين وفي قصة إسلامه طول واختلاف يتعسر معه الجمع، "ومات سنة أربع وثلاثين" كما جزم به في التقريب وقال في الإصابة: مات سنة ست وثلاثين في قوله أبي عبيد، أو سبع في قول خليفة. وروى عبد الرزاق عن أنس: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت، فهذا يدل على أنه مات قبله، ومات ابن مسعود سنة أربع وثلاثين، فكان سلمان مات سنة ثلاث، أو ثنتين، وعمر طويلا حتى قيل إنه أدرك عيسى بن مريم، وقيل بل أدرك وصي عيسى، "ويقال بلغ ثلاثمائة سنة" وقال الذهبي: وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز مائتين وخمسين، والاختلاف إنما هو في الزائد، ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين، قال في الإصابة: لم يذكر مستنده في ذلك، وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعده صلى الله عليه وسلم، وتزوجه امرأة من كندة، وغير ذلك مما يدل على بقاء بعض النشاط، لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع من ذلك، فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين عن العباس بن بريدة. قال أهل العلم: يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتين وخمسين، فلا