هذا وفي عدهم سلمان في الموالي نظر، ففي قصته أنه لما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه سلمان، ورأى علامات النبوة، فأسلم، فقال له: كاتب عن نفسك، فكاتب على أن تغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية من ذهب، فغرس صلى الله عليه وسلم بيده الكل، وقال: "أعينوا أخاكم"، فأعانوه حتى أدى ذلك كله، وعتق، ولذا لما زعم أحمد بن نصر الداودي، أن ولاء سلمان كان لأهل البيت؛ لأنه أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ولاؤه له تعقبه ابن التين، بأنه ليس مذهب مالك، قال: والذي كاتب سلمان كان مستحقا لولائه، إن كان مسلما، وإن كافرا، فولاؤه للمسلمين. قال في الفتح وفاته من وجوه الرد عليه أنه صلى الله عليه وسلم لا يورث، فلا يورث عنه، الولاء أيضا أن قلنا بولاء الإسلام على تقدير التنزل انتهى. "وشمغون" قال في الإصابة، بمعجمتين، ويقال بمهملتين، ويقال بمعجمة وعين مهملة، واقتصر في التبصير على أنه بمعجمتين. قال ابن يونس: بغين معجمة أصح انتهى، "ابن زيد أبو ريحانة" مشهور بكنيته، وقيل اسمه عبد الله بن النضر. قال ابن حبان: والأول أصح الأزدي بزاي وسين بدلها، ويقال الأنصاري، ويقال القرشي، قال ابن عساكر، الأول أصح، قال في الإصابة، الأنصار كلهم من الأزد، ويجوز أن يكون حالف بعض قريش. فتجتمع الأقوال، "قال الحافظ ابن حجر" في التقريب الأزدي "حليف الأنصار" ففيه نوع مخالفة لكلامه في الإصابة، "ويقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح دمشق" ونزل دارا كان ولده يسكنها، ومنهم محمد بن حكيم بن أبي ريحانة من كتاب أهل دمشق، ذكره ابن السك، "وقدم مصر" قال الحافظ أبو سعيد بن يونس وما عرفنا وقت قدومه. وروى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة وعمرو بن مالك وأبو عامر الحجري، "وسكن بيت المقدس" قاله البرقي وابن حبان، وروى أحمد والنسائي عنه أنه كان معه صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا برد شديد، فقال صلى الله عليه وسلم: "من يحرسنا الليلة، فأدعو له بدعاء يصيب فضله"، فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا، فدعا له، فقلت: وأنا، فدعا لي دون ما دعا له، ثم قال: "حرمت النار على عين حرست في سبيل الله". وروى ابن المبارك في الزهد عنه أنه قفل من غزوة له فتعشى، ثم توضأ وقام إلى مسجده، فقرأ سورة فلم يزل حتى أذن الصبح، فقالت امرأته: غزوت فغبت، ثم قدمت، أفما كان لنا فيك