قال النووي: والصواب الذي عليه كافة العلماء أنه لقب له "لجماله" من العتاقة، وهي الحسن والجمال، "أو لأنه ليس في نسبه ما يعاب به" أو لقدمه في الخير وسبقه إلى الإسلام، أو لأن أمه كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، فقالت: اللهم هذا عتيقك من الموت، "وقيل لأنه عتيق من النار" كما روى الترمذي والحاكم عن عائشة أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت عتيق الله من النار"، فسمي يومئذ عتيقا. وروى البزار والطبراني، وصححه ابن حبان عن أبي الزبير، كان اسم أبي بكر عبد الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أنت عتيق والله من النار". وروى أبو يعلى وابن سعد، وصححه الحاكم عن عائشة والله إني لفي بيتي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الفناء والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبو بكر، فقال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى أبي بكر"، وإن اسمه الذي سماه أهله عبد الله، فغلب عليه اسم عتيق، فقد علم أن هذا القول كان أولى بالتقديم، لا أن يحكى ممرضا، كما فعل المصنف، "ولي الخلافة" بعده صلى الله عليه وسلم فشيد الله به دعائم الدين، وخفض ما ارتفع من رءوس المنافقين، وجاهد المرتدين، كما أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: "أنا سيف الإسلام، وأبو بكر سيف الردة"، ولقبه المسلمون خليفة رسول الله، وقيل له يا خليفة الله، فقال: أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد "سنتين ونصفا". وفي فتح الباري سنتين وثلاثة أشهر وأياما، وقيل غير ذلك، ولم يختلفوا أنه استكمل عمر النبي صلى الله عليه وسلم فمات، وهو ابن ثلاث وستين انتهى، وهذا مراد المصنف بقوله: "وسنه سن المصطفى عليه الصلاة والسلام" على المشهور المعروف، وما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال له: أنا أكبر،