وقد قالت: عائشة: تذاكر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ميلادهما عندي، فكان صلى الله عليه وسلم أكبر أخرجه ابن البرقي، "وتوفي مسموما". روى ابن سعد عن الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة أكلا خزيرة أهديت لأبي بكر، وكان الحارث طبيبا، فقال: ارفع يدك، فوالله إن فيها لسم سنة، فلم يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد. وروى الحاكم عن الشعبي: ماذا يتوقع من هذا الدنيا الدنية، وقد سم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسم أبو بكر. وفي فتح الباري سمته يهودية في خزيرة، أو غيرها، وعند الزبير بن بكار أنه مات بمرض السل، وعن الواقدي اغتسل في يوم بارد، فحم خمسة عشر يوما انتهى، يشير إلى ما رواه الواقدي، والحاكم عن عائشة قالت: كان أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة، وكان يوما باردا، فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة، وتوفي ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، وله ثلاثة وستون سنة، وكان أكل السم، وتعلل، ولكن لم ينقطع وحصل له منه السل، ثم في شهر وفاته اغتسل، فحم حتى مات، فجمع الله له هذه الأمراض زيادة في الزلفى ورفع الدرجات، وقالوا له: ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك، قال: قد نظر إليَّ، فقالوا ما، قال لك، قال: إني فعال، لما أريد رواه ابن سعد، وقالت عائشة: دخلت عليه، وهو في الموت، فقال: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: يوم الاثنين، قال: أرجو ما بيني وبين الليل، فمات ليلة الثلاثاء ودفن قبل أن يصبح. رواه أبو يعلى برجال الصحيح، وأحمد عنها، قال: إن مت من ليلتي، فلا تنظروا بي الغد، فإن أحب الأيام إلي، وأقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغلط من قال: مات في جمادى الأولى أو لليلة خلت من ربيع الأول، كما في الإصابة، والصحيح ما تقدم عن عائشة، كما في الفتح، "وأسلم أبوه أبو قحافة" بضم القاف ومهملة، فألف ففاء، فهاء تأنيث عثمان بن عامر، قال في الفتح: لم يختلف في اسمه، كما لم يختلف في كنية الصديق "يوم الفتح" لما دخل صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر، فجاء به يقوده، وقد كف بصره، فقال صلى الله عليه وسلم: "هلا تركت الشيخ في بيته