نضر الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات ومناقبه كثيرة شهيرة، "استشهد يوم الجمل" بقرب البصرة في الوقعة التي كانت بينهم وبين علي حين خرجوا متاولين الطلب بدم عثمان، ومعهم عائشة الصديقة على جمل عظيم اشتراه يعلى بن أمية الصحابي المشهور بمائة دينار، وقيل مائتين وقيل بأكثر من ذلك فوقفت به في الصف، فلم يزل الذين معها يقاتلون حول الجمل حتى عقر الجمل، فهزموا فأضيفت الوقعة إليه، وجاء من طرق كثيرة أن مروان بن الحكم رمى طلحة، مع أنه كان من حزبه بسهم فأصاب ركبته، فلم يزل ينزف منها الدم حتى مات، وكان يؤمئذ أول قتيل، وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة "سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين سنة" كما جزم به في التقريب، وجزم في الإصابة بأنه ابن أربع وستين، وقال في الفتح: اختلف في سنه على أقوال أكثرها أنه خمس وسبعون، أقلها ثمان وخمسون انتهى، "والزبير بن العوام بن خويلد" بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي "الأسدي ابن عمته" صفية، "وحواريه" ناصره الخالص له، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير" رواه الشيخان: أحد العشرة أيضا، وأحد الستة، وأحد من أسلم وهو صغير ابن ثمان سنين فيما قاله عروة، والأكثر أنه أسلم وله ثنتا عشرة سنة وقيل خمس عشرة، وكان عمه يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار، ويقول: ارجع فيقول الزبير: لا أكفر أبدا، وقال عثمان: لما قيل له استخلف الزبير، أما إنه لخيرهم وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري. ومناقبه كثيرة، وعن عروة وابن المسيب أول من سل سيفه في الله الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة قال: أخذ رسول الله، فأخذ الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فلقيه، فقال: "مالك يا زبير"؟ فقال: أخبرت إنك أخذت، فصلى عليه ودعا له ولسيفه، رواه الزبير بن بكار. وروى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فيتصدق به