و"ذكر الواقدي بإسناده عن عكرمة، قال: وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته فنسخته" نقلته, "فإذا فيه بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى، وكتب إليه كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام"، لم نر من ذكر لفظ هذا الكتاب، فإنما هذا إخبار بشيء مما اشتمل عليه الكتاب، كما تقول: قرأت القرآن، فوجدت فيه أمر الساعة، وبَعْث من في القبور, وغير ذلك, مع أنك لم تذكر شيئًا من القرآن، "فكتب المنذر" لما وصل إليه الكتاب وآمن, "إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أما بعد يا رسول الله، فإني قرأت كتابك على أهل البحرين" كتثنية بحر في حال النصب والجر، قاعدة من قواعد اليمن، وعمل من أعمالها، كذا في النور، ولا يخالفه قول المصنف كغيره إن البحرين اسم لإقليم مشهور، مشتمل على مدن معروفة, قاعدتها هجر؛ لأن المراد بالقاعدة الجانب الكبير، كالإقليم، فلا ينافي أن هجر قاعدة من قواعده، "فمنهم من أحبَّ الإسلام وأعجبه ودخل فيه"، أي: آمن, "ومنهم من كرهه" فلم يدخل فيه, "وبأرضي يهود ومجوس" باقين على كفرهم، "فأحدث" بهمزة قطع وكسر الدال: ابعث "إليَّ في ذلك أمرك" أفعل فيهم، "فكتب إليه في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم، من