للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب -عليه الصلاة والسلام- إلى ملكي عمان، وبعثه مع عمرو بن العاص:

"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى جيفر -بفتح الجيم- وعبد ابني الجلندي


من شئت، قال: ما أحب أن أجعل شيئًا من مالي كالسائبة، ولكني أقسمه، "وكتب -عليه الصلاة والسلام- إلى ملكي عمان".
قال الحافظ: بضم المهملة وخفة الميم، قال الرشاطي باليمن: سميت بعمان بن سبأ, ينسب إليها الجلندي رئيس أهلها.
روى مسلم عن أبي برزة, بعث -صلى الله عليه وسلم- رجلًا إلى قوم، فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: "لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك".
وروى أحمد عن عمر, سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إني لأعلم أرضًا يقال لها عمان, ينضح بناحيتها البحر، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر" , وبعمل الشام بلدة يقال لها عمان، لكنها بفتح المهملة، وشد الميم، وهي التي أرادها القائل:
في وجهه خالان لولاهما ... ما بت مفتونًا بعَمَّان
وليست مرادة هنا قطعًا، وإنما وقع اختلاف للرواة فيما جاء في بعض طرق حديث صفة الحوض النبوي من ذكر عمان, انتهى من فتح الباري, "وبعثه" في ذي القعدة سنة ثمان، ووقع عند ابن عبد البر، أنه بعد خيبر، قال في الفتح: فلعلها كانت بعد حنين، فتصحَّفت "مع عمرو بن العاص"، ولفظه كما رواه ابن سعد مع القصة كلها من طريق عمرو بن شعيب عن مولى لعمرو بن العاص عنه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى جيفر" بفتح الجيم مصروف بوزن جعفر, إلّا أن بدل العين تحتانية، "وعبد" بموحدة، وقيل: تحتيه لا إضافة فيهما، وصوَّب الخشني أنه عياد، وهو الذي في رواية الطبراني, وضبطه في الفتح -بفتح المهملة وشد التحتانية وآخره معجمة, "ابني الجلندي" بضم الجيم، وفتح اللام، وسكون النون والقصر، كما في الفتح, غير مبالٍ بقول شيخه في القاموس: جلنداء -بضم أوله، وفتح ثانيه ممدودة، وبضم ثانية مقصورة- اسم ملك عمان، ووَهِمَ الجوهري، فقصر مع فتح ثانيه، قال الأعشى:
وجلنداء في عمان مقيمًا ... ثم قيًسا في حضرموت المنيف
وذكر وثيمة في كتاب الردة عن ابن إسحاق, أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى الجلندي عمرًا يدعوه إلى الإسلام، فقال: لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه: لا يأمر بخير إلّا كان أوّل آخذ به، ولا ينهى عن شر إلّا كان أوّل تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر، وإنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي، وأنشد أبياتًا منها:

<<  <  ج: ص:  >  >>