للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد رسول الله لأكيدر ولأهل دومة الجندل، إن لنا الضاحية من الضحل، والبور والمعامي وأغفال الأرض، والحلقة والسلاح والحافر والحصن، ولكم الضامنة من النخل، والمعين من المعمور، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك حق الله والميثاق، ولكم به الصدق والوفاء. شهد الله ومن حضر من المسلمين".


هذا الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لأكيدر، ولأهل دومة الجندل" حين أجاب إلى الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام, مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل وأكنافها.
هكذا أسقطه المصنِّف من لفظ الكتاب عند الواقدي قبل قوله: " إن لنا الضاحية من الضحل" بفتح المعجمة، وسكون المهملة، وباللام, "والبور والمعامي" بمهملة فألف فميم، "وأغفال الأرض" بغين معجمة ففاء, "والحلقة" بسكون اللام: الدروع, "والسلاح" بما يمتنع به من العدو، "والحافر" الخيل والبغال ونحوهما، "والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور ولا تعدل سارحتكم".
قال الواقدي: أي لا تنحى عن الرعي، وقال في الروض: أي: لا تحشر إلى المصدق، "ولا تعد فاردتكم" بالفاء، وهي ما لا تجب فيه الصدقة، "ولا يحظر" بالظاء المعجمة "عليكم النبات".
قال السهيلي": أي: لا تمنعون من الرعي حيث شئتم، قال ابن حديدة: والنبات النخل القديم الذي ضرب عروقه في الأرض ونبت. أهـ.
وفي نسخة: "لا تحصر" بصاد مهملة "عليكم البيات" بموحدة وتحتيه، أي: لا يضيق عليكم في البيات بأرض تزروعون بها, "تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك حق الله والميثاق، ولكم به" منا "الصدق والوفاء" على ما عاهدناكم، "شهد الله ومن حضر من المسلمين" بذلك.
هكذا ذكر هذا الكتاب الواقدي، ونقله السهيلي في الروض عن أبي عبيد، قال: أتاني به شيخ، فقرأته فإذا فيه، فذكره وهو صريح في إسلامه، وبهذا وبنحوه اغترَّ ابن منده وأبو نعيم فذكراه في الصحابة، وشنَّع عليهما أبو الحسن بن الأثير، فقال: إنما أهدى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصالحه ولم يسلم، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل السِّيَر، ومن قال أنه أسلم فقد أخطأ خطأً ظاهرًا، بل كان نصرانيًّا، وقتله خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر كافرًا، كما ذكره البلاذري، قال في الإصابة: يظهر أن أكيدر صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق: ويحتمل أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>