للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أمراؤه -عليه الصلاة والسلام:

فمنهم: باذان بن ساسان من ولد بهرام، أمَّره -صلى الله عليه وسلم- على اليمن، وهو أوّل أمير في الإسلام على اليمن، وأوّل من أسلم من ملوك العجم.

وأمَّر -صلى الله عليه وسلم- على صنعاء خالد بن سعيد. وولَّى زياد بن لبيد الأنصاري حضرموت


لسانه -صلى الله عليه وسلم- من المقصد الثالث لما فيها من مزيد الفصاحة، "وأمَّا أمراؤه -عليه الصلاة والسلام" أخَّرهم عن الكتاب مع قوله أول الفصل: في أمرائه ورسله وكتابه؛ لإحتمال أن ولايتهم كانت بعد المكاتبات، فقدَّمهم في الترجمة لشرف الولاية، لا لشرفهم، فالكتاب أشرف منهم؛ لأن فيهم الخلفاء، وأخَّرهم في الذكر نظرًا لزمن الولاية، "فمنهم باذان" بفتح الموحدة، والذال المعجمة بعدها ألف وآخره نون، ويقال: ميم "ابن ساسان من ولد بهرام" بن سابور بن أردشير بن بابك بن ساسان الأصغر، أحد الملوك الساسانية من الفرس، وأسلم باذان لما هلك كِسَرى، وكان نائبه على اليمن، وأرسل بإسلامه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فـ"أمَّره -صلى الله عليه وسلم- على اليمن" وفاءً بقوله -صلى الله عليه وسلم- لرسوليه اللذين بعثهما للمصطفى، بأمر كسرى ليأتياه به، فأخبرهما أن الله قتله، قالا: فنكتب بذلك عنك إلى باذان، قال: "نعم" , وقولا له: "إن أسلمت أقرَّك على ملكك"، فأسلم لما شاهد الآية الباهرة من الإخبار بالغيب في الساعة التي عينها من الليلة، كما تقدَّم، "وهو أوّل أمير في الإسلام على اليمن، وأوّل من أسلم من ملوك العجم"، كما قاله الثعلب، ثم مات, فاستعمل ابنه شهر بن باذان على بعض عمله.
ذكره الواقدي، وابن إسحاق، والطبري، وعند الفاكهي من مرسل الشعبي أن باذان خرج إلى النبي --صلى الله عليه وسلم، فلحقه العنسي الكذّاب فقتله.
قاله في الإصابة في القسم الثالث فيمن أدرك النبي ولم يره، وقال في ترجمة شهر: استعمله -صلى الله عليه وسلم- على صنعاء بعد موت أبيه، روى ذلك سيف بسنده، وقال الطبري: لما غلب الأسود الكذاب على صنعاء، وقتل شهر بن باذان تزوَّج زوجته، فكانت هي التي أعانت على قتل الأسود بغضًا له، "وأمَّره -صلى الله عليه وسلم- على صنعاء" وأعمالها بعد قتل شهر "خالد بن سعيد" بن العاص القرشي، "وولَّى" لم يقل أمر تفننًا لترادفها لغة "زياد بن لبيد" بفتح اللام, ابن ثعلبة بن سنان بن عامر "الأنصاري" البياضي، شهد العقبة وبدرًا "حضرموت"، كما ذكره الواقدي وغيره، قال في المراصد: بالفتح، ثم السكون وفتح الراء والميم: اسمان مركَّبان, ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر, حولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف، وقيل: هو مخلاف باليمن، وفي القاموس قد

<<  <  ج: ص:  >  >>