للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولى أبا موسى الأشعري زبيد وعدن, وولَّى معاذ بن جبل الجند, وولَّى أبا سفيان بن حرب نجران. وولَّى ابنه يزيد تيماء.

وولَّى عتاب -فتح المهملة وتشديد المثناة الفوقية- ابن أسيد -بفتح الهمزة وكسر السين المهملة- مكة، وإقامة الموسم والحج بالمسلمين سنة ثمان.


تضم الميم، "وولَّى أبا موسى الأشعري" عبد الله بن قيس "زبيد"، بفتح الزاي وكسر الموحدة وسكون التحتية ودال مهملة, مدينة باليمن, "وعدن" بفتحتين, مدينة أيضًا باليمن، "وولَّى معاذ بن جبل" الخزرجي البدري، أعلم الأمة بالحلال والحرام "الجند"، بفتح الجيم والنون، فدال مهملة مدينة باليمن.
قال في المراصد: واليمن ثلاث ولايات: الجند ومخاليفها، وصنعاء ومخاليفها، وحضرموت ومخاليفها، "وولَّى أبا سفيان بن حرب نجران" بفتح النون، وسكون الجيم, موضع باليمن فُتِحَ سنة عشر، سمي بنجران بن زيد بن سبأ، كما في القاموس، قال في الإصابة: يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعمله على نجران ولا يثبت، قال الواقدي: أصحابنا ينكرون ذلك ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم, وكان عاملها -أي: نجران- حينئذٍ عمرو بن حزم. انتهى.
"وولَّى ابنه يزيد تيماء" بفتح الفوقية، وسكون التحتية، والمد, بلد في بادية تبوك على نحو سبع أو ثمان مراحل من المدينة، قال بعضهم: هي فعلاء من التيم، وهو العبد، ومنه: تيم الله، أي: عبده, وقد تيَّمه الحب، أي: استعبده، فكانت هذه الأرض، قيل لهما: تيماء؛ لأنها مذللة معبَّدة، "وولَّى عتاب فتح المهملة وتشديد المثناة الفوقية, ابن أسيد -بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وبعد الألف موحدة, ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم يوم الفتح، وكان صالحًا فاضلًا "مكة", حين سار إلى حنين، وقيل: بعد أن رجع من الطائف. حكاهما الواقدي، "وإقامة الموسم والحج بالمسلمين سنة ثمان" التي هي سنة الفتح, فهو أول أمراء الحج، كما جزم به الماوردي وابن كثير والمحب الطبري وغيرهم.
وأما قول الأزرقي: لم يبلغنا أنه استعمل في تلك السنة على الحج أحدًا، وإنما ولَّى عتابًا إمرة مكة، وحجَّ المسلمون والمشركون جميعًا، فكان المسلمون مع عتاب لكونه الأمير، فهو إنما نفى أنه بلغه، ولم يطلق النفي، قال في الإصابة: وأقرَّه أبو بكر على مكَّة إلى أن مات يوم مات الصديق، ذكره الواقدي وغيره، لكن ذكره الطبري في عمّال عمر إلى سنة اثنتين وعشرين، فهذا يشعر بأنَّه مات في أواخر خلافة عمر، وروى الطيالسي والبخاري في تاريخه عن عمرو بن أبي عقرب: سمعت عتاب بن أسيد، وهو مسند ظهره إلى بيت الله يقول: ما أصبت في عملي هذا الذي ولّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلّا ثوبين معقدين كسوتهما مولاي كيسان, وإسناده حسن،

<<  <  ج: ص:  >  >>