للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الكتاب الآخر أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فزوَّجه إياها كما تقدَّم في الأزواج، ودعا بحق من عاج فجعل فيه كتابي رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وقال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرهم، وصلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالحبشة, كذا قاله الواقدي وغيره.

وليس كذلك، فإن النجاشي الذي صلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس هو الذي كتب كما تقدَّم.

وبعث -عليه الصلاة والسلام- دحية بن خليفة الكلبي -وهو أحد الستة- إلى قيصر ملك الروم، واسمه هرقل, يدعوه إلى الإسلام، فهمَّ بالإسلام فلم توافقه الروم, فخافهم على ملكه فأمسك.

وبعث عبد الله.


وتلاشى أمرهم مع ما أؤمله من إسلامه ببقائي بينهم، "وفي الكتاب الآخر أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان", وأن يبعث إليه من هاجر إليه من الصحابة، "فزوجه إياها كما تقدَّم في الأزواج"، وجهَّز إليه أصحابه كما تقدَّم، "ودعا بحق من عاج، فجعل فيه كتابي رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرهم"، ومات -رحمه الله- سنة تسع أو ثمان، "وصلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم" بالمدينة يوم موته، "وهو بالحبشة، كما قاله"، أي: كل ما ذكره "الواقدي وغيره"، لا خصوص الصلاة؛ لأنها في الصحيحين، "وليس كذلك، فإن النجاشي الذي صلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس هو الذي كتب إليه كما تقدَّم"، هذا وَهْم، فالذي تقدَّم إنه كتب إليهما جميعًا؛ أصحمة الذي صلى عليه، والذي ولي بعده، وكان كافرًا لم يعرف إسلامه، ولا اسمه، وخلط بعضهم، ولم يميز بينهما.
هذا كلام المصنف في كتابه إلى النجاشي، وما بالعهد من قدم، وقد روى البيهقي وغيره أنه كتب إلى كلٍّ منهما، كما قدَّمته، فمن نفى الكتابة عن الأول فقد وَهمَ، والله أعلم.
"وبعث -عليه الصلاة والسلام- دحية بن خليفة الكلبي، وهو أحد الستة"، أي: الثاني منها, والأنسب بما بعده أن يقول: وهو الثاني, والمراد في العدو الذكر، لما مَرَّ أنهم خرجوا في يوم واحد "إلى قيصر ملك الروم واسمه هرقل" بكسر، ففتح، فسكون على المشهور في الروايات "يدعوه إلى الإسلام, فهَمَّ بالإسلام فلم توافقه الروم، فخافهم على ملكه فأمسك" على نصرانيته حتى مات عليها، "وبعث عبد الله" بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد -بضم السين

<<  <  ج: ص:  >  >>