وبعث الرابع وهو حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فأكرمه، وبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بجاريتين وكسوة وبغلة ولم يسلم.
وبعث الخامس وهو شجاع بن وهب الأسدي إلى ملك البلقاء الحارث بن أبي شمر الغساني.
وبعث السادس وهو سليط بن عمرو العامري إلى هوذة وإلى ثمامة بن أثال الحنفي, فأسلم ثمامة.
وبعث عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان إلى جيفر وعبد ابني
ابن سهم القرشي، "السهمي" نسبة إلى جدِّه سهم المذكور "إلى كسرى، وهو الثالث، وبعث الرابع، وهو حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فأكرمه وبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بجاريتين" على ما في روايات، وفي رواية بثلاث، فالاقتصار على اثنتين لجمالهما ومكانهما من القبط، كما مَرَّ "وكسوة" عشرين ثوبًا من قباطي مصر, "وبغلة" هي دلدل, وحمار, وغير ذلك، كما مَرَّ، "ولم يسلم على الصواب، ووَهِمَ من عده في الصحابة، "وبعث الخامس، وهو شجاع بن وهب الأسدي" نسبة إلى جده أسد بن حزيمة "إلى ملك البلقاء" بفتح الموحدة، وإسكان اللام وقاف والمد، وتقصر مدينة من عمل دمشق, فيها قرى كثيرة ومزارع واسعة "الحارث بن أبي شمر الغساني" فلم يسلم، "وبعث السادس، وهو سليط بن عمرو العامري"، نسبة إلى جده عامر بن لؤي القرشي "إلى هوذة" صاحب اليمامة، "وإلى ثمامة" بضم المثلثة، وخفة الميمين "ابن أثال" بضم الهمزة، وبمثلثة خفيفة، ولام, مصروف, ابن النعمان، "الحنفي" من فضلاء الصحابة، "فأسلم ثمامة" ولم يسلم هوذة، كذا قال ابن إسحاق: إنه بعث إليهما، وهو منابذ لما في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث خيلًا قِبَلَ نجد، فجاءت بثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية المسجد. الحديث، وفيه: فقال -صلى الله عليه وسلم: "أطلقوا ثمامة"، فانطلق, فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. الحديث، وأخرجه بنحوه ابن إسحاق نفسه في المغازي، وذكر المصنف في المغازي كغيره: إن ذلك في المحرم سنة ست، فإن صحَّ أنه أرسل إليه أيضًا، فالمراد به أنه يكون عونًا لسليط على هوذة، ويئول قوله: فأسلم ثمامة، أي: استمرَّ على إسلامه، لا أنه أسلم حين الإرسال؛ لأنه أسلم قبل ذلك بسنة, بالمدينة لما أُسِرَ ومنَّ عليه المصطفى، كما في الصحيحين، "وبعث عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان إلى جيفر