هكذا ساوى بين الأقوال الثلاثة في التقريب، لكن قال: وقيل: سنة عشرين، وصدر في الفتح بالثاني، "بداريا" بفتح الدال والراء والياء الثقيلة, قرية بدمشق "بباب كيسان" بفتح فسكون, محل معروف بها، "وله بضع وستون سنة، وقيل: دفن بحلب"، ذكره ابن منده وردَّه المنذري وقال: الذي دفن بحلب أخوه خالد، "وقيل: بدمشق", وصحَّحه الذهبي فقال: مات على الصحيح بدمشق سنة عشرين، وفي فتح الباري كانت وفاته بدمشق, ودفن بباب الصغير، وبهذا جزم النووي، وقيل: دفن بباب كيسان، وقيل بداريا، وقيل: بحلب. وردَّه المنذري، وزعم ابن السمعاني أن بلالًا مات بالمدينة وغلَّطوه. انتهى. "وعمرو" على الأكثر، وقيل عبد الله، وقيل: كان اسمه الحصين, فسماه -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، قال في الفتح: ولا يمتنع أنه كان له اسمان "ابن أم مكتوم" نُسِبَ لأمّه وهي عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وزعم بعضهم أنه ولد أعمى، فكنِّيت أمه به لاكتتام نور بصره، والمعروف أنه عمي بعد بدر بسنتين، كذا وقع في الفتح، وتعقب أن نزول عبس بمكة قبل الهجرة، فلعلَّ أصله بعد البعثة. وقد روى ابن سعد والبيهقي عن أنس أن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم، فقال: متى ذهب بصرك، قال: وأنا غلام، ولفظ البيهقي: وأنا صغير، فقال: قال الله -تبارك وتعالى: "إذا ما أخذت كريمة عبدي، لم أجد له بها جزاء إلا الجنة"، والأشهر في اسم أبيه: قيس بن زائدة "القرشي" العامري "الأعمى"، المذكور في سورة عبس، ونزلت فيه غير أولي الضرر، كما في البخاري، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، أسلم قديمًا بمكة، "وهاجر إلى المدينة قبل النبي -صلى الله عليه وسلم"، وقيل: بعده وبعد بدر بيسير. قال الواقدي والأول أصح، وكان -صلى الله عليه وسلم- يكرمه، واستخلفه ثلاث عشرة مرة، قاله ابن عبد البر: شهد القادسية في خلافة عمر ومعه اللواء، فاستشهد بها، قاله الزبير بن بكار، وقال الواقدي: بل شهدها ورجع إلى المدينة فمات بها, ولم يسمع له بذكر بعد عمر، "وأذَّن له -عليه