للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما شعراؤه -عليه الصلاة والسلام- الذين يذبّون عن الإسلام: فكعب بن مالك.

وعبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري.


وأوس أبو محذورة وبمكة ... زياد الصدائي نجل حارس يعلن
وعبد العزيز بن الأصم، ذكره أبو نعيم في الصحابة في بعض النسخ، وروى الحارث بن أبي أسامة عن ابن عمر: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- مؤذنان: أحدهما بلال، والآخر عبد العزيز بن الأصم. قال في الإصابة: وهو غريب جدًّا، وفيه موسى بن عبيدة ضعيف، ثم ظهرت لي علته، وهو أن أبا قرة موسى بن طارق أخرج مثله، وزاد: وكان بلال يؤذن بليل يقوظ النائم، وكان ابن أم مكتوم يتوخَّى الفجر، فلا يخطئه. فظهر من هذه الرواية أن عبد العزيز اسم ابن أم مكتوم، والمشهور في اسمه عمرو، وقيل عبد الله بن قيس بن زائدة ابن الأصم، فالأصم اسم جد أبيه, نسب إليه في هذه الرواية. انتهى، "وأما شعراؤه -عليه الصلاة والسلام- الذين يذبّون" بضم الذال، يدفعون "عن الإسلام"، ويحمون, لا الذين مدحوه بالشعر من رجال الصحابة ونساهم، فإن اليعمري جمعهم في مؤلف، فقارب بهم مائتين، "فكعب بن مالك" الأنصاري السلمي -بفتحتين, شهد العقبة، وبايع بها، وتخلّف عن بدر، وشهد أحدًا وما بعدها، وتخلّف عن تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تيبت عليهم, قال ابن سيرين: له بيتان كانا سبب إسلام دوس:
قضينا من تهامة كلب وبر ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
تخبرنا ولو نطقت لقالت ... قواطعن دوسًا أو ثقيفًا
فلمَّا بلغ ذلك دوسًا، قالوا: خذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف. مات في خلافة علي، وقيل معاوية.
روى أحمد عن كعب المذكور، قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اهجوا المشركين بالشعر، فإن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده، كأنما ينضحونهما بالنبل" , "وعبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري"، أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرًا وما بعدها, إلى أن استشهد في مؤتة, ومناقبه كثيرة.
قال المرزباني في معجم الشعراء: كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام، وكان يناقض قيس بن الحطيم في حروبهم، ومن أحسن ما مدح به النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله:
لو لم يكن فيه آيات مبينة
... كانت بديهته تنبيك بالخبر
وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن عروة، لما نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، قال ابن رواحة: قد علم الله أني منهم، فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>