ذكره ابن إسحاق، وجزم به في الإصابة، وقال عياض: اختلف في إسلامه، فقال الطبري: أسلم وعمَّر طويلًا، وقال غيره: لم يسلم، ويقال: الذي أهدى الظرب ربيعة بن أبي البراء، ويقال: جنادة بن المعلي، "واللحيف" رواه البخاري من طريق أُبَيّ بن عباس بن سهل عن أبيه عن جدّه سهل بن سعد، قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- في حائطنا فرس يقال له: اللحيف. وقد انتقد الحافظ أبو الحسن الدارقطني على البخاري إخراج هذا الحديث في الصحيح بأن أبيًّا ضعَّفَه أحمد وابن معين، وقال النسائي: ليس بالقويّ، وغاية ما أجاب به الحافظ في مقدمة الفتح أن قال: تابعه عليه أخوه عبد المهيمن بن العباس، "بالمهملة"، والتصغير، قال ابن قرقول: وضبطوه عن ابن سراح بوزن رغيف. قال الحافظ: ورجَّحه الدمياطي، وبه جزم الهروي "أهداها له ربيعة بن أبي البراء"، واسمه: عامر بن مالك العامري، يعرف عامر بملاعب الأسنة، ذكره ابن سعد عن الواقدي، وقال في الإصابة: ربيعة بن ملاعب الأسنة عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي، ثم الجعفري, لم أر من ذكره في الصحابة إلّا ما قرأت في ديوان حسّان, تصنيف أبي سعيد السكري، وروايته عن أبي جفر بن حبيب، وقال حسان لربيعة بن عامر: وهو ملاعب الأسنة, يحرض ربيعة بعامر بن الطفيل بإخفاره ذمَّة أبي براء: ألا من مبلغ عني ربيعًا ... فما أحدثت في الحدثان بعدي أبوك أبو الفعال أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد تحكم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد فلمَّا بلغ ربيعة هذا الشعر جاء النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أيغسل عن أبي هذه العذرة أن أضرب عامرًا ضربة، أو طعنة، قال: "نعم"، فرجع فضرب عامرًا ضربة أشواه بها، فوثب عليه قومه، فقالوا لعامر: اقتص، فقال: قد عفوت, ورأيت له رواية عن أبي الدرداء، فكأنَّه عمَّر في الإسلام. انتهى، فقول البرهان: لا أعلم لربيعة إسلامًا ولا ترجمة، ويقع في مكان آخر ربيعة بن البراء، فليحرر تقصير، وقد تحرر أن الصواب إثبات أبي لنقل ابن سعد وغيره، أنَّ اسمه عامر, فمن قال ابن البراء سقطت عليه أداة الكنية، وأبوه أبو براء هذا من مشاهير العرب، اختُلِفَ في إسلامه وصحبته، كما قدمته في بئر معونة، ويروى أنه -عليه السلام- أثاب ربيعة عليه فرائض. وعند ابن سعد أن الذي أهداها له فروة بن عمر والجذامي المتقدم قريبًا "سُمِّيَ به لسمنه،