للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجثنا -صلى الله عليه وسلم- على ركبتيه ومسح وجهه وقال: ما أنت إلّا بحر، فسُمِّي بحرًا. قال ابن الأثير: وكان كميتًا وكان سرجه دفتان من ليف.

والسجل: بكسر السين المهملة وسكون الجيم، ذكره علي بن محمد بن حنين بن عبدوس الكوفي، ولعله مأخوذ من قولك: سجلت الماء فانسجل، أي: صببته فانصبَّ.

وذو اللمة: بكسر اللام وتشديد الميم, ذكره ابن حبيب.

وذو العقال: بضم العين المهملة وتشديد القاف، وحكى بعضهم تخفيفًا.


الخيل، كما في الصحيح، "فجثا -صلى الله عليه وسلم- على ركبتيه، ومسح وجهه" الفرس، "وقال: "ما أنت إلا بحر"، فسمي بحرًا لسرعة جريه, شُبِّهَ بالبحر الذي لا ينقطع ماؤه، وهذا إن صحَّ غير ما أخرجه الشيخان عن أنس، قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي -صلى الله عليه وسلم- فرسًا من أبي طلحة يقال له: المندوب، فركبه، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فلمَّا رجع قال: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحر، أو جاء الحديث بألفاظ أخر بنحوه؛ لأن هذا لأبي طلحة، واسمه المندوب بخلاف ذاك اشتراه من تجار، واسمه البحر.
"قال ابن الأثير: وكان كميتًا، وكان سرجه دفتان من ليف" بالألف على لغة من يلزمه المثنى، أو سرجه بالنصب، ودفتان اسمه، والإخبار بالمعرفة عن النكرة جائز في أخبار الناسخ كقوله:
يكون مزاجها عسل وماء
الأَوْلَى أن اسم كان ضمير الشأن، والجملة بعده خبرية في محل النصب، "والسجل -بكسر السين المهملة وسكون الجيم" بعدها لام، "ذكره علي بن محمد بن حنين" اسم بلفظ الوادي المذكور في القرآن "ابن عبدوس الكوفي، ولعلَّه مأخوذ من قولك: سجلت الماء، فانسجل، أي: صببته فانصبَّ" وبه جزم بعضهم، "وذو اللمة: بكسر اللام وتشديد الميم, ذكره" أبو جعفر محمد "بن حبيب" الإخباريّ النسَّابة، حبيب قيل: إنه اسم أمه، فلا يصرف للعلمية والتأنيث المعنوي، وردَّ ذلك بأنه اسم أبيه، وهو حبيب بن المحبر, معروف، فهو مصروف كما في الروض، قال في العيون: واللمة بين الوفرة والجمة، فإذا وصل شعر الرأس إلى شحمة الأذن فهو وفرة، فإن زادت حتى ألَمَّت بالمنكبين فهي لمة، فإن زادت فهي جمة.
"وذو العقال: بضم العين المهملة وتشديد القاف، وحكى بعضهم تخفيفًا،" وساوى بينهما في العيون، فقال: وبعضهم يشدِّد قافه، وبعضهم يخففها، وهو ظلع في قوائم الدواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>