"ذكرهما قاسم بن ثابت" بن حزم الأندلسي الفقيه المالكي المحدث, المقدَّم في المعرفة بالغريب والنحو والشعر، المشارك لأبيه في رحلته وشيوخه, الورِع الناسك، مجاب الدعوة، المتوفَّى سنة اثنتين وثلاثمائة "في كتاب الدلائل" فيما أغفل أبو عبيد وابن قتيبة من غريب الحديث، مات قاسم ولم يكمله، فتمَّه أبوه ثابت الحافظ الشهير، "وكان سرجه دفتاه" بفتح الدال: جانباه "من ليف" مبتدأ وخبر، والجملة في محل نصب خبر كان، وفي نسخة: دفتان بنون بدل الضمير، وفيه ما مَرَّ, واعلم أنه سقط في غالب النسخ من قوله، والسجل حتى هنا، وذكره أتم فائدة، وهو ثابت عند غير المصنف، وما أظنه إلّا سقط من أحد الكتبة سهوًا، فتبعه الناسخون منه؛ إذ الترجمة في ذكر خيله، وهذه ظاهرها العموم، وذكر السهيلي الضريس -بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء وتحتية وسين مهملة، وتبعه اليعمري والعراقي، وزاد: الشحا -بفتح المعجمة وشد المهملة والقصر. قال اليعمري: من قولهم: فرس بعيد الشحوة، أي: بعيد الخطوة، والأبلق: وهو الذي فيه بياض وسواد, حمل عليه بعض أصحابه. والأدهم، أي: الأسود، وزاد بعضهم: اليعسوب -بتقديم العين على الياء. قال ابن بطال: معلوم أن المدينة لم تخل من إناث الخيل، ولم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم، ولا جملة أصحاب أنهم ركبوا غير الفحول إلّا ما ذكر عن سعد بن أبي وقاص، قال في الفتح: كذا قال: وهو محل توقّف، وقد روى الدارقطني أن فرس المقداد كان أنثى، وفي البخاري عن راشد بن سعد الدمشقي، التابعي الوسط قال: كان السلف يستحبون الفحولة؛ لأنها أجرى،