وروى الوليد بن مسلم في الجهاد عن عبادة بن نسي -بنون ومهملة, مصغَّر، وعن ابن محيرير, أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولما خفي من أمور الحرب، ويستحبون الفحول في الصفوف والحصون، ولما ظهر من أمور الحرب. وروي عن خالد بن الوليد أنه كان لا يقاتل إلَّا على أنثى؛ لأنها تدفع البول، وهي أقل صهيلًا، والفحل يحبسه في جريه حتى ينفتق، ويؤذي بصهيله، "وكان له -عليه الصلاة والسلام- من البغال دلدل بدالين مهملتين" مضمومتين ولامين أولاهما ساكنة، "وكانت شهباء" بياضها غالب على سوادها، ومن ثَمَّ أطلق عليها عمرو بن الحارث الصحابي أنّها بيضاء، كما في الصحيح وغيره، وقال بعضهم: كانت بيضاء، وقيل: شهباء. قال في التحفة: وزعم بعض اللغويين في نحو الحمار، والجمل، والبغل، أنه يطلق على الذكر والأنثى شاذ، أو خفي, وإن بنى على ذلك أنه لو حلف لا يركب بغلًا أو بغلة حنَثَ في كلٍّ بهما، وأن بلغته -صلى الله عليه وسلم- دلدل الباقية إلى زمن معاوية أنثى، كما أجاب به ابن صلاح، أو ذكر، كما نقل عن إجماع أهل الحديث، ويدل له قوله -عليه الصلاة والسلام: "ابرك دلدل"، ولم يقل: ابركي، "أهداها له المقوقس،" قيل: وهي أول بغلة رؤيت في الإسلام، وكان -صلى الله عليه وسلم- يركبها في السفر، وعاشت بعده حتى كبرت وسقطت أسنانها، وكان يجش لها الشعير، وعميت وماتت بينبع. وفي تاريخ ابن عساكر من طرق, أنها بقيت حتى قاتل علي عليها الخوارج في خلافته، وفي البخاري، وغيره، عن عمرو بن الحارث: ما ترك -صلى الله عليه وسلم- إلّا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضًا تركها صدقة. قال شراحه: هي دلدل؛ لأن أهل السِّيَر لم يذكروا بغلة بقيت بعده سواها، "وفضة" بمنع الصرف للعلمية والتأنيث "أهداها له فروة بن عمرو الجذامي،" فوهبها لأبي بكر, رواه ابن سعد، وكانت بيضاء، وهي التي كان عليها يوم حنين، كما في مسلم عن العباس، وعنده عن سلمة, كانت شهباء، ولا منافاة، وقيل: كان على دلدل, ذكره ابن سعد وغيره، وجمع القطب الحلبي باحتمال أنه ركب كلًا منهما يومئذ، كما مَرَّ مبسوطًا، "وأخرى أهداها له ابن العلماء" بفتح العين