وقال أبو عمرو: هو حليف لهم من بني كعب، أخرج البغوي وابن السكن وأبو نعيم عنه, قال: أدركنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجحفة, فاستبشر الناس قدومنا. الحديث. وذكر في سياق اشتراطهم ما اشترط، وذكره في الإصابة. وعند ابن إسحاق: فخرج بهم عبد ياليل وهو صاحب أمرهم، فلمَّا دنوا من المدينة ونزلوا قناة, وجدوا المغيرة بن شعبة ليبشِّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقدومهم، فلقيه أبو بكر، فقال: أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله حتى أكون أنا أحدثه، ففعل المغيرة، فدخل أبو بكر، فأخبره بقدومهم عليه، ثم خرج المغيرة إليهم فروج الظهر، أي: الركاب معهم، وعلمهم كيف يحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فلم يفعلوا إلّا بتحية الجاهلية، "فلمَّا قدموا على رول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب عليهم قبة" خيمة "في ناحية المسجد"؛ لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا، "وكان خالد بن سعيد بن العاص" بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف, من السابقين الأولين، قيل: كان رابعًا، أو خامسًا، "هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم", وكانوا لا يطعمون طعامًا يأتيهم من عنده -صلى الله عليه وسلم- حتى يأكل منه خالد، "حتى أسلموا واكتتبوا كتابهم، وكان خالد هو الذي كتبه، وكان فيما سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن يدع لهم الطاغية" اسم لمعبودهم من أصنام وغيرها, والجمع طواغي، "وهي" أي: المراد بها هنا: "اللات", لا أنها مفهوم الطاغية "لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى عليهم -عليه الصلاة والسلام" في ابن إسحاق: فما برجوا يسألونه سنة سنة، ويأبى عليهم حتى سألوه شهرًا واحدًا بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئًا، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام، فأبى -صلى الله عليه وسلم "إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة يهدمانها، وكان فيما سألوه مع ذلك أن يعفيهم" بضم الياء وكسر الفاء, يتركهم "من الصلاة، وأن لا يكسروا