للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوثانهم إلّا بأيديهم، فقال -عليه الصلاة والسلام: "كسروا أوثانكم بأيديكم, وأما الصلاة: فلا خير في دين لا صلاة فيه"، فلما أسلموا وكتب لهم الكتاب أمَّرَ عليهم عثمان بن أبي العاص, وكان من أحدثهم سنًّا، لكنه كان من أحرصهم على التفقّه في الإسلام وتعلم القرآن.

فرجعوا إلى بلادهم ومعهم أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية،......................


أوثانهم إلا بأيديهم، فقال -عليه الصلاة والسلام: "كسروا أوثانكم بأيديكم" نقل بالمعنى.
ولفظ ابن إسحاق: فقال -صلى الله عليه وسلم: "أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، "وأمّا الصلاة فلا خير في دين لا صلاة فيه"،" فقالوا: يا محمد, فسنؤتيكها وإن كانت دناءة، "فلما أسلموا وكتب لهم الكتاب أمَّرَ" بشد الميم "عليهم عثمان بن أبي العاص, وكان من أحدثهم سنًّا" بزيادة من في الإثبات على رأي الأخفش أو تبعيضية، والمراد: أن ثلاثة من الستة مثلًا أحدث من باقيهم، وهو واحد منهم، فلا ينافي كونه أصغرهم، فلا يخالف ما هنا قوله: الآتي وأنا أصغر الستة، "لكنَّه كان من أحرصهم على التفقُّه في الإسلام وتعلم القرآن" بشد اللام مضمومة والجر عطف على التفقّه، فلذا أمَّره عليهم بإشارة الصديق، كما عند ابن إسحاق, وعنده عن بعض وفدهم: وصمنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ما بقي من رمضان، فكان بلال يأتينا من عنده بفطرنا وسحورنا، فيأتينا السحور وإنا لنقول: إنا لنرى الفجر قد طلع، فيقول: قد تركت رسول الله يتسحَّر, ويأتينا بفطورنا وإنا لنقول: ما نرى الشمس ذهبت، فيقول: ما جئتكم حتى أكل -صلى الله عليه وسلم، ثم يضع يده في الجنة، فيلقم منها، "فرجعوا إلى بلادهم ومعهم أبو سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية", حتى إذا قدموا الطائف، أراد المغيرة أن يقدم أبا سفيان فأبى, وقال: ادخل أنت على قومك، وأقام بماله بذي الهرم -بفتح الهاء وإسكان الراء وميم, محلّ بالطائف، كذا عند ابن إسحاق وغيره، أنهما ذهبا مع الوفد.
وفي رواية: أنهم تأخروا عنهم أيامًا حتى قدموا، وأنَّ الوفد لما قدموا تلقاهم ثقيف، فقصدوا اللات ونزلوا عندها، فسألوهم ماذا جئتم به؟ فقالوا: أتينا رجلًا فظًّا غليظًا، قد ظهر بالسيف، وداخ له العرب، قد عرض علينا أمورًا شددًا، أهدم اللات، فقالت ثقيف: والله لا نقبل هذا أبدًا، فقال الوفد: أصلحوا السلاح وتهيؤا للقتال، فمكثوا يومين أو ثلاثة، ثم ألقى الله في قلوبهم الرعب، فقالوا: والله ما لنا به من طاقة، فارجعوا فأعطوه ما سأل، فقال الوفد: فإنا قاضيناه وشرطنا ما أردنا، وجدناه أتقى الناس وأوفاهم وأرحمهم وأصدقهم، وقد بورك لنا ولكم في مسيرنا إليه، فاقبلوا عافية الله. فقالت ثقيف: فلم كتمتمونا هذا الحديث؟ فقالوا: لو أردنا أن ننزع من

<<  <  ج: ص:  >  >>