وفي رواية: خرجت ثقيف كلها حتى العواتق من الحجال، لا ترى أنها مهدومة، ويظنون أنها ممتنعة، فأخذ المغيرة الفأس فضرب ثم سقط، فارتجوا وقالوا: أبعد الله المغيرة قتلته، وفرحوا وقالوا: والله لا يستطاع هدمها، فوثب المغيرة وقال: قبَّحكم الله, إنما هي حجارة ومدر، فاقبلوا عافية الله واعبدوه، ثم ضرب الباب فكسره، ثم علا سورها, وعلا الرجال معه يهدمونها حجرًا جرًا حتى سورها، فقال البواب: ليغضبنّ الأساس فيخسف بهم، فحفروا أساسها حتى أخرجوا ترابها، "وأخذ المغيرة بعد أن كسرها مالها وحليها" بضم الحاء وكسر اللام والياء المشددة, جمع حلي -بفتح فسكون. عطف خاص على عام. زاد ابن إسحاق: وأرسل إلى أبي سفيان حليها -مجموع, ومالها من الذهب والفضة والجذع، وقد كان أبو فليح بن عروة وقارب بن الأسود قدما على رسول الله قبل وفد ثقيف حين قتل عروة يريدان فراق قومهما، فأسلما, فقال لهما -صلى الله عليه وسلم: "توليا من شئتما"، فقالا: نتولّى الله ورسوله، فقال -صلى الله عليه وسلم: "وخالكما أبا سفيان بن حرب"، فقالا: وخالنا أبا سفيان، فلما أسلم أهل الطائف, سأل أبو فليح رسول الله أن يقضي عن أبيه عروة دينًا كان عليه من مال اللات، فقال: "نعم"، فقال له: قارب، وعن الأسود: يا رسول الله, فاقضه, وعروة والأسود شقيقان، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن الأسود مات مشركًا"، فقال قارب: يا رسول الله, لكن تصل مسلمًا ذات قرابة، يعني: نفسه، إنما الدَّيْن عليَّ, وأنا الذي أطلب به، فأمر أبا سفيان أن يقضي دينهما من مال الطاغية فقضاه، ثم قدموا عليه بحليها وكسوتها، فقسمه من يومه, وحمد الله على نصر دينه وإعزاز نبيه، "وكان كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كتبه لهم: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله" لفظه في ابن إسحاق: "من محمد النبي رسول الله" , فسقط من المصنف لفظ النبي, "إلى المؤمنين: إن عضاه