للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه مسلم.

وفي البخاري: إن نفرًا من بني تميم جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أبشروا يا بني تميم"، فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغيّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وجاء نفر من أهل اليمن، فقال: "أقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم"، قالوا: قد قبلنا يا رسول الله, جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن هذا الأمر، فقال: "كان الله ولم يكن شيء غيره


مخالطة الحيوان ربما تؤثر في النفس، وتعدى إليها هيئات وأخلاقًا تناسب طباعها، وتلائم أحوالها، "رواه مسلم" وكذا البخاري بنحوه.
"وفي البخاري" من حديث عمران بن حصين "أن نفرًا من بني تميم" بن مر -بضم الميم وشد الراء- ابن أد -بضم الهمزة وشد المهملة -ابن طابخة -بموحدة مكسورة ثم معجمة- ابن إلياس بن مضر بن نزار.
ذكر ابن إسحاق: إن أشرافهم قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم، منهم: عطارد، والأقرع، والزبرقان، وعمرو بن الأهتم، والحباب بن يزيد، ونعيم بن يزيد، وقيس بن عاصم، وعيينة بن حصن، وقد كان هو والأقرع شهدا الفتح، وحنينًا، والطائف، ثم كان مع بني تميم "جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: "أبشروا" بهمزة قطع "يا بني تميم"، "بما يقتضي دخول الجنة، حيث عرفهم أصول العقائد التي هي المبدأ والمعاد وما بينهما، "فقالوا" لكون جل شأنهم الدنيا والاستعطاء "بشرتنا فأعطنا" من المال، وقائل ذلك منهم الأقرع بن حابس، ذكره ابن الجوزي, وكان فيه بعض أخلاق البادية -رضي الله عنه، "فتغيّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم" أسفًا عليهم, كيف آثروا الدنيا، أو لكونه لم يحضره ما يعطيهم فيتألفهم به، أو لكلٍّ منهما، "وجاء نفر من أهل اليمن، فقال: "اقبلوا البشرى" بضم الموحدة وسكون المعجمة والقصر، أي: اقبلوا ما يقتضي أن تبشروا إذا أخذتم به بالجنة، كالتفقه في الدين والعمل به، ورواه الأصيلي اليسرى -بتحتية مهملة ومهملة.
قال عياض: والصواب الأول, "إذ لم يقبلها بنو تميم" وفي رواية: أن بدل إذ وهو -بفتح الهمزة، أي: من أجل تركهم لها، ويروى بكسرها، "قالوا: قد قبلنا" البشرى "يا رسول الله" واستشكل بأن قدوم تميم في التاسعة، والأشعريين قبلهم في السابعة، وأجيب باحتمال أن طائفة من الأشعريين قدموا بعد ذلك "جئنا لنتفقه في الدين، ونسالك عن هذا الأمر" أي: الحاضر الموجود، وكأنهم سألوه عن أحوال هذا العالم، وهو الظاهر، ويحتمل أنهم سألوا عن أول جنس المخلوقات.
وفي قصة نافع بن زيد: ونسألك عن أول هذا الأمر، "فقال: "كان الله" في الأزل منفردًا متوحدًا، "ولم يكن شيء غيره" وللبخاري في التوحيد، "ولم يكن شيء قبله ولغيره بعده"، والقصة

<<  <  ج: ص:  >  >>