"وقال نافع بن جبير" بن مطعم النوفلي، معطوف على ما ذكره بحذف العائد، أي: وما قاله، أو مستأنف لتعدد الناعتين، "وصف لنا علي -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كان عظيم الهامة"، وفي رواية: ضخم الرأس، وفي رواية: ضخم الهامة، ووصفه بذلك صيغ من طرق عن عدة من الصحب، "وأما وجهه الشريف: فحسبك ما روى الشيخان": البخاري في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم، ومسلم في فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم، "من حديث البراء" بن عازب -رضي الله عنهما، "قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وجهًا". قال الحافظ: الأحاديث التي فيها صفته -صلى الله عليه وسلم، داخلة في قسم المرفوع باتفاق، مع أنها ليست قولًا له، ولا فعلًا، ولا تقريرًا. انتهى، ولذا قال الكرماني: موضوع علم الحديث ذاته -صلى الله عليه وسلم، من حيث إنه رسول الله وحده, يعرف به أقواله وأفعال وأحواله، وغايته الفوز بسعادة الدارين، "وأحسنهم خلقًا"، قال في الفتح: بفتح المعجمة للأكثر، قال الكرماني: إنه الأصح، وضبطه ابن التين بضمها، واستشهد بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤] , وللإسماعيلي خلقًا، أو خلقًا بالشك، ويؤيده قوله: أحسن الناس وجهًا، فإنه إشارة إلى الحُسْنِ الحسي، فيكون الثاني إشارة إلى الحُسْنِ المعنوي. انتهى. والخلق -بالضم- الطبع والسجية، "ليس بالطويل الذاهب"، أي: المفرط في الطول، "ولا بالقصير البائن" بموحدة- اسم فاعل من بانٍ إذا ظهر، أي: الواضح في القصر، وهذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أي: البائن، فجعل البائن وصفًا لهما. قال الحافظ: بموحدة من بان، إذا ظهر على غيره، أو فارق من سواه، انتهى، وحيث كان معناه لغة الواضح الظاهر، صحَّ وصف كل من الطول والقصر به، فإذا نفيا عنه معًا، فمعناه أنه بينهما.