للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقالوا: هذا الأمغر المرتفق.

والأمغر: المشرب بحمرة, والمرتفق: المتكئ على مرفقه.

وفي البخاري من حديث أنس: ليس بأبيض أمهق.

قال الحافظ بن حجر: ووقع عند الداودي تبعًا لرواية المروزي: أمهق ليس بأبيض. وفي رواية عند ابن أبي حاتم وغيره: أسمر.

واستشكله بعضهم وقال: إن غالب هذه الروايات متدافع، وبعضها ممكن الجمع؛ كالأبيض مع رواية المشرب بالحمرة والأزهر، وبعضها غير ممكن الجمع؛ كالأبيض الشديد الوضح مع الأسمر.

واعترض الداودي رواية: أمهق ليس بأبيض, وهي التي وقعت عنده تبعًا لرواية المروزي.


تضاف لمتعدد "جاء رجل" هو ضمام بن ثعلبة، "فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ " نسبه إلى جده لشهرته به، "فقالوا: هذا الأمغر" بميم وغين معجمة وراء, "المرتفق" وفي رواية الصحيح، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، "والأمغر: المشرب بحمرة، والمرتفق: المتكئ على مرفقه"، قال الليث: الأمغر الذي في وجهه حمرة في بياض صافٍ.
"وفي البخاري" ومسلم، كلاهما "من حديث" ربيعة، عن "أنس": أزهر اللون "ليس بأبيض أمهق" بفتح الهمزة والهاء بينهما ميم ساكنة- أي: شديد البياض كلون الجص، ولا آدم، كما في الصحيحين، بالمد أي: شارح البخاري "تبعًا لرواية المروزي" أبي زيد محمد بن أحمد، الفقيه، أحد رواة البخاري عن الفربري: "أمهق ليس بأبيض"، وهي مقلوبة, أولها وجه -كما يأتي، "وفي رواية عند ابن أبي حاتم، وغيره: أسمر، واستشكله بعضهم، وقال: إن غالب هذه الروايات متدافع، وبعضها ممكن الجمع، كالأبيض مع رواية المشرب بالحمرة والأزهر"، فيجمع بينها بحمل أبيض على ما خالطه حمرة، وكذا أزهر، ويبقى المشرب بحمرة على ظاهره، "وبعضها غير ممكن الجمع؛ كالأبيض الشديد الوضح" بفتحتين- أي: الخالص المنكشف البياض، "مع الأسمر"، وهذا وقع في زيادات عبد الله بن أحمد في المسند عن علي: أبيض شديد الوضح، ومخالفته لقول أنس: ليس بأبيض أمهق واضحة، قال الحافظ: ويمكن الجمع بحمل رواية علي على ما تحت الثياب مما لا يلاقي الشمس، "واعترض الداودي رواية أمهق: ليس بأبيض، وهي التي وقعت عنده" في شرحه، "تبعًا لرواية المروزي"؛ لأن المهق شدة

<<  <  ج: ص:  >  >>