للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الطبراني في معجمه الصغير.

وروى أبو يعلى والطبراني قصة الذي استعان بالنبي -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز ابنته، فلم يكن عنده شيء، فاستدعاه بقارورة, فسلت له فيها من عرقه، وقال: "مرها فلتطيب به"، فكانت إذا تطيبت به شمّ أهل المدينة ذلك الطيب فسمّوا: بيت المطيبين.

وقال جابر بن عبد الله: كان في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خصال: لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلّا عرف أنه سلكه من طيب عرقه وعرفه، ولم يكن يمر بحجر إلّا سجد له. رواه الدرامي والبيهقي وأبو نعيم. ولله در من قال:


"رواه الطبراني في معجمه الصغير" والكبير أيضًا، كما في الإصابة، وقدَّم المصنف بعض الحديث في ريقه الشريف، "وروى أبو يعلى والطبراني" من حديث أبي هريرة "قصة" مفعول روى، وفي نسخة بزيادة في، فمفعول روى محذوف، أي: ما فيه طيب عرقه "الذي استعان بالنبي -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز ابنته، فلم يكن عنده شيء، فاستدعاه بقارورة"، أي: طلبها من الرجل، "فسلت له فيها من عرقه" أي: بعضه، "وقال: "مرها فلتطيب به"، وهذا الحديث ذكره بالمعنى تبعًا للفتح، ولفظ أبي يعلى والطبراني عن أبي هريرة: جاء رجل فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم, إني زوَّجت ابنتي، وأنا أحب أن تعينني بشيء، قال: "ما عندي شيء، ولكن إذا كان غدًا فأتني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة، وآية ما بيني وبينك أن أجيف ناحية الباب"، فلمَّا كان من الغد أتاه بذلك؛ فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلت العرق عن ذراعيه، حتى امتلأت القارورة، فقال: "خذها وأمر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به"، "فكانت إذا تطيبت به شمّ أهل المدينة" كلهم "ذلك الطيب"، وإن بعدوا عن دارها، هذا ظاهره، ولا مانع؛ إذ هو أمر خارق، "فسمّوا: بيت المطيبين".
قال الذهبي: حديث منكر، أي: ضعيف، "وقال جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما: "كان في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خصال" خارقة للعادة، منها: إنه "لم يكن" يمر "في طريق فيتبعه" بالرفع، أي: يأتي بعد ذهابه منه، لا يمشي تابعًا له، وهو بالتخفيف والتشديد، ويجوز نصبه، أي: يمشي بعده بزمان قليل، فالفاء للتعقيب، "أحد" فاعل يتبع على حال من الأحوال، "إلّا" على حال "عرف أنه" -صلى الله عليه وسلم "سلكه"، أي: دخل الطريق ومَرَّ فيه، "من طيب عرقه" بالقاف، "وعرفه" بالفاء- ريحه الطيب، والضمير للعرق -بالقاف- فهو كالتفسير لما قبله، أو للنبي -صلى الله عليه وسلم، فيفيد طيب ريح بدنه، وإن لم يعرق، فهو دليل لقوله في الترجمة: الرائحة الطيبة صفة، وإن لم يمس طيبًا، "ولم يكن يمر بحجر إلّا سجد له"، أي: تحرك حتى كأنه سجد، "رواه الدارمي والبيهقي وأبو نعيم، ولله در

<<  <  ج: ص:  >  >>