"وعن أنس قال: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقَالَ عندنا"، أي: قام وقت القائلة، وهي نصف النهار، والغالب فيه الحر، "فعرق" بكسر الراء، "وجاءت أمي" أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصاري، يقال اسمها: سهلة، أو رميلة أو رميثة أو مليكة، أو أنيقة، وهي الغميصاء -بضم الغين المعجمة- أو الرميصاء -بالراء، اشتهرت بكنيتها، وكانت من الصحابيات الفاضلات، ماتت في خلافة عثمان، "بقارورة، فجعلت تسلت" بضم اللام- تمسح "العرق", وتجعله "فيها" أي: القارورة. قال القاضي عياض: كانت مَحْرَم له من قِبَل الرضاع، ففيه جواز الخلوة مع المحارم، قال الأبي: علمت طيب نفسه بذلك، وإلا فالقرابة لا تبيح القدوم على ذلك، وقال شيخنا: يجوز أن سلتها بآلة، فلا تمس جسده الشريف، والعرق هنا اسم عين؛ لأنه الذي يؤخذ، فيكون مشتركًا بين المصدر والعين، أو أنه حقيقة في المصدر, مجاز في غيره، "فاستيقظ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أم سليم, ما هذا الذي تصنعين"؟ قالت: هذا عرقك"، خبر موطئ لقولها: "نجعله لطيبنا"، ولفظ مسلم: في طيبنا، "وهو أطيب الطيب"، قال الأبي: وكانت رائحة العرق أخص من رائحة البدن، كما يوجد في ضد طيب الرائحة، فإن ذا الرائحة الكريهة, هي منه في حالة العرق أكره منها في حالة عدم العرق، "رواه مسلم" عن ثابت عن أنس. "وفي رواية" لمسلم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، "كان -صلى الله عليه وسلم-