للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه. قال فجاء ذات يوم فنام, فأتيت فقيل لها: هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- نائم في بيتك على فراشك, قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنسف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما تصنعين يا أم سليم"؟ قالت: يا رسول الله, نرجو بركة لصبيانننا، قال: "أصبت".

والعتيدة: كالصندوق الصغير الذي تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها.

وأما ما روي أن الورد خلق من عرقه -صلى الله عليه وسلم- ومن عرق البراق, فقال شيخنا في الأحاديث المشتهرة: قال النووي: لا يصح. وقال شيخ الإسلام ابن حجر: إنه موضوع


يدخل بيت أم سليم، فينام على فراشها وليست فيه"؛ لعلمه برضاها وفرحها به، "قال: فجاء ذات يوم، فنام" على فراشها، "فأتيت، فقيل لها", وفي نسخة: أما -بفتحتين- افتتاح كلام، "هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- نائم في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق واستنقع"، أي: سال وسقط "عرقه على قطعة أديم" جلد، كان نائمًا عليها "على الفراش، ففتحت عتيدتها" بفتح المهملة، بعدها فوقية، فتحتية، فمهملة، "فجعلت تنشف ذلك العرق، فتعصره في قواريرها، ففزع -صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما تصنعين يا أم سليم"؟، قالت: يا رسول الله, نرجو بركة لصبياننا، قال: "أصبت" والعتيدة كالصندوق" بفتح الصاد وضمها، "الصغير الذي تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها"؛ قاله النوي. وقال القاضي عياض: هي حقة للمرأة تعدها للطيب، وفي العين: العتاد ما يُعَدّ للأمر، وفرس عتيد، أي معد للركوب، ومنه عتيدة الطيب، وفي مسلم أيضًا عقب هذين الحديثين، من طريق أبي قلابة عن أنس.
عن أم سليم, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعًا فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه، فتجعله في الطيب والقوارير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا أم سليم ما هذا"؟ قالت: عرقك أذوف به طيبي.
قال القاضي عياض: ضبطناه عن الأكثر أذوف -بذال معجمة- ومعناه: أخلط، وهو للطبري -بمهملة- ومعناه أيضًا: أخلط، "وأمَّا ما روي أن الورد خلق" صنف منه وهو الأبيض، "من عرقه -صلى الله عليه وسلم"، وخلق صنف منه، وهو الأصفر "من عرق البراق" بضم الموحدة- كذا في نسخة -بالواو، وفي نسخة: أو من عرق البراق، بأو للتنويع, بدليل بقية العبارة، لا للشك "فقال شيخنا" السخاوي في المقاصد الحسنة "في الأحاديث المشهورة" على الألسنة، "قال النووي: لا يصح"، وهذا محتمل للضعف والوضع، وهو المراد "و" لذا "قال شيخ الإسلام ابن حجر" الحافظ: "إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>