قال ابن بطال: لم أجد هذا الحرف في اللغة، يعني: الركس -بالكاف، وتعقَّبه أبو عبد الملك بأن معناه الردّ، كما قال تعالى: {أُرْكِسُوا فِيهَا} [النساء: ٩١] ، أي: ردوا، فكأنه قال: هذا رد عليك، انتهى. ولو ثبت ما قاله، لكان بفتح الراء، يقال: أركسه ركسًا إذ ردَّه، وأغرب النسائي فقال عقب هذا الحديث: الركس طعام الجن، وهذا إن ثبت لغة، فهو يزيح الإشكال، قاله الحافظ، وذكر اسم الإشارة الراجع للروثة؛ باعتبار تذكير الخبر كقوله تعالى: {هَذَا رَبِّي} [الأنعام: ٧٦، ٧٧] ، وفي رواية: هذه ركس على الأصل، ووجه إتيانه بالروثة مع أمره بالأحجار: أنه قاسها على الحجر بجامع الجمود، فقطع -صلى الله عليه وسلم- قياسه بالفرق، أو بإبداء المانع بقوله: "هذا ركس"، وإن كان قياسه لضرورة عدم المنصوص عليه؛ "رواه"، أي: المذكور من حديثي أبي هريرة، وابن مسعود "البخاري" في الطهارة وغيرها، ويقع في كثير من نسخ المصنف سقوط: وقال: "هذا ركس" , في بعضها ثبوتها، وهو أحسن؛ إذ هي في البخاري، "وفي حديث سليمان" الفارسي، "عند مسلم مرفوعًا"، بمعنى، قال -صلى الله عليه وسلم: "لا يستنج أحدكم بأقل من ثلاثة أحجار"؛ فنهيه وافق أمره لابن