للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقع له -عليه الصلاة والسلام- أنه غضب لأسباب مختلفة مرجعها إلى أن ذلك كان في أمر الله تعالى، وأظهر الغضب فيها ليكون أوكد في الزجر، فصبره وعفوه إنما كان فيما يتعلق بنفسه الشريفة -صلى الله عليه وسلم.

وقد روى الطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي عن زيد بن سعنة -بالمهملة والنون المفتوحتين- كما قيده به عبد الغني وذكره الداقطني, وبالمثناة التحتية، ثبت في الشفاء وصحح عليه مؤلفه بخطه، وهو الذي ذكره ابن إسحاق، وهو كما قاله النووي: أجلّ أحبار اليهود الذين أسلموا -أنه قال:

لم يبق من علامات النبوة شيء إلّا وقد عرفته........


والمقت، وفي البيضاوي واستعمل الخشونة فيما تجاهدهم، إذا بلغ الرفق مداة، أي: غايته، "وقد وقع له -عليه الصلاة والسلام- أنه غضب لأسباب مختلفة، مرجعها إلى أن ذلك كان في أمر الله تعالى، وأظهر الغضب فيها؛ ليكون أوكد في الزجر، فصبره وعفوه إنما كان فيما يتعلق بنفسه الشريفة -صلى الله عليه وسلم" أتى بهذا مع أنه قدَّمه لزيادة، وعفوه؛ إذ الصبر لا يستلزم العفو "وقد روى الطبراني، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وأبو الشيخ في كتاب الأخلاق النبوية وغيرهم، برجال ثقات، عن عبد الله بن سلام "عن زيد بن سعنة، بالمهملة" أي: السين، "والنون المفتوحتين" والعين ساكنة، كما في التبصير وغيره، وصرَّح النووي بأن، السين مفتوحة، وأن بعضهم ضمها، وهو غريب، ووقع في الشامية ضبطه، بفتح العين، "كما قيَّده به عبد الغني" الحافظ، "وذكره الدارقطني، وبالمثناة التحتية" بدل النون، "ثبت في الشفاء، وصحَّح عليه مؤلفه بخطه، وهو الذي ذكره ابن إسحاق" وحكى ابن عبد البر وغيره الوجهين، قال ابن عبد البر: والنون أكثر، واقتصر الجمهور على النون، قال الذهي: وهو أصح، "وهو كما قاله النووي أجلّ" بجيم ولام، كذا في النسخ، والذي في تهذيب النووي أحد -بحاء ودال مهملتين، "أحبار اليهود الذين أسلموا" وأكثرهم علمًا، ومالًا, أسلم وحسن إسلامه، وشهد معه -صلى الله عليه وسلم- مشاهد كثيرة، وتوفي في غزوة تبوك، مقبلًا إلى المدينة. انتهى.
فكأنَّ المصنف غَيِّرَ أحدّ بأجلّ؛ لأن قوله: أكثرهم علمًا ومالًا, يفيد أنه أجلهم، ثم يرد على هذا ابن سلام؛ إذ ظاهر الأحاديث أنه أجلّ المسلمين من اليهود، إلّا أن تكون الجلالة باعتبار مجموع العلم والمال، "أنه قال: لم يبق من علامات النبوة شيء" وفي رواية عند ابن سعد: ما بقي شيء من نعت محمد في التوراة إلّا وقد عرفته" أي: شاهدته، ويروى: عرفْتُها، باعتبار أن

<<  <  ج: ص:  >  >>