للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشايخ تبركًا بهم وبلباسهم، كما استدلوا لإلباس الشيخ للمريد بحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- ألبس أم خالد خميصة سوداء ذات علم. رواه البخاري.

لكن قال شيخنا: ما يذكرونه من أن الحسن البصري لبسها من علي بن أبي طالب، فقال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل، وقال شيخ الإسلام الحافظ بن حجر: ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أنه -صلى الله عليه وسلم- ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحدًا من أصحابه بفعلها، وكل ما يروى صريحًا في ذلك فباطل, قال: ثم إنَّ من الكذب................


وبلباسهم، كما استدلّوا لإلباس الشيخ للمريد بحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- ألبس أم خالد" أمة، بفتح الهمزة، والميم، بنت خالد بن سعيد بن العاصي، القرشية الأموية، ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة وولدت بها، وقدما بها وهي صغيرة، وتزوجها الزبير بن العوام، فولدت منه خالدًا، وبه تكنَّى، وعمرت لحقها موسى بن عقبة "خميصة سوداء" -بفتح الخاء المعجمة، وكسرت الميم، وسكون التحتية، فصاد مهملة- ثوب من حرير، أو ثوب معلم، أو كساء مربع له علمًا، أو كساء رقيق من أي لون كان، أو لا يكون خميصة إلا إذا كانت سوداء معلمة.
ذكره المصنف "ذات علم، رواه البخاري" في مواضع عن أم خالد, أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بثياب فيها خميصة وداء صغيرة، فقال: من ترون نكسو الخميصة؟، فسكت القوم، قال: "ائتوني بأم خالد" فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها، وقال: "أبلي وأخلقي"، وكان فيها علم أخضر، أو أصفر، فقال: "أم خالد هذا سناه, وسناه بالحبشة حسن" -وهو بفتح السين المهملة، والنون، فألف، فهاء ساكنة- فكلمها -عليه السلام- بلغة الحبشة لولادتها بها، وفي رواية له عنها: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أبي، وعليَّ قميص أصفر، قال -صلى الله عليه وسلم: "سنه سنه"، فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، فقال -صلى الله عليه وسلم: "دعها أبلى، وأخلقي أبلى، وأخلقي، أبلي، وأخلقي"، قال ابن المبارك: فبقيت حتى ذكر، أي: الراوي زمنًا طويلًا، أي: طال عمرها بدعائه -صلى الله عليه وسلم، "لكن قال شيخنا" السخاوي: "ما يذكرونه" أي: الصوفية، "من أن الحسن البصري لبسها من علي بن أبي طالب، فقال ابن دحية، وابن الصلاح: إنه باطل، وقال شيخ الإسلام الحافظ بن حجر: ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أنه -صلى الله عليه وسلم- ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحدًا من أصحابه بفعلها، وكل ما يروى صريحًا في ذلك فباطل، قال:" أي: الحافظ: "ثم إن من الكذب المفترى

<<  <  ج: ص:  >  >>