قال السخاوي: ولم ينفرد شيخنا يعني: الحافظ بذلك، بل سبقه إليه جماعة حتى ممن لبسها وألبسها، كالدمياطي، والذهبي إلخ..... فاختصره المصنف، فقال: "وكذا قال الدمياطي، والذهبي، والعلائي، ومغلطاي، والعراقي، والأبناسي" بفتح الهمزة، وسكون الموحدة، بعدها نون، ثم سين مهملة، نسبة إلى أبناس، قرية صغيرة بالوجه البحري من أرض مصر، منها العلامة البرهان إبراهيم بن موسى بن موسى، بن أيوب الشافعي الورع الزاهد المحقق، شيخ الشيوخ بمصر, ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وصنَّف وأخذ عن الأسنوي وغيره، وولي مشيخة سعيد السعداء، وعُيِّنَ لقضاء الشافعية فاحتفى، وكان مشهورًا بالصلاح, تقرأ عليه الجن، مات سنة اثنتين وثمانمائة راجعًا من الحج، ودفن بعيون القصب، وليس ضبطه في الأنساب للسيوطي، كما زعم، "والحلبي" الحافظ برهان الدين صاحب النور، والمقتفي، وشرح البخاري، وغير ذلك، "وغيرهم" كالهكاري، وابن الملقن، وابن ناصر الدين، وتكلم عليها في جزء مفرد، "مع كون جماعة منهم لبسوها وألبوها تشبهًا بالقوم" إلى هنا كلام شيخه السخاوي، وللحافظ السيوطي مؤلَّف سماه: إتحاف الفرقة برفو الخرقة، ذكر فيه أن جمعًا من الحفاظ أثبتوا سماع الحسن من علي، والحافظ ضياء الدين في المختارة رجَّحه، وتعبه الحافظ في أطرافها، وهو الراجح عندي لقاعدة الأصول أنَّ المثبت مقدَّم على النافي؛ لأن معه زيادة علم؛ ولأن الحسن ولد اتفاقًا لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وكانت أمه خيرة مولاة أم سلمة، فكانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة، فيباركون عليه، وأخرجته إلى عمر، فدعا له فقال له: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس، أخرجه العسكري بسنده، وذكر المزي أنه حضر يوم الدار وله أربع عشرة سنة، ومعلوم أنه من حين بلغ سبع سنين أمر بالصلاة، فكان يحضر الجماعة ويصلي خلف عثمان حتى قتل، ولم يخرج علي للكوفة إلّا بعد قتله، فكيف ينكر سماع الحسن منه وهو كل يوم يجتمع به خمس مرات، من حين مَيِّز إلى أن بلغ أربع عشرة سنة، وقد كان علي يزور أمهات المؤمنين، ومنهم أم سلمة، والحسن في بيتها هو وأمه، وقد ورد عن الحسن ما يدل على سماعه منه، روى المزي