للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم ورد لبسهم لها مع الصحبة المتصلة إلى كهيل بن زياد، وهو صحب علي بن أبي طالب من غير خلف في صحبته له بين أئمة الجرح والتعديل.

وفي بعض الطرق اتصالها بأويس القرني، وهو اجتمع بعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب, وهذه صحبة لا مطعن فيها، وكثير من السادة يكتفي بمجرد الصحبة................


من طريق أبي نعيم أن يونس بن عبيد قال للحسن: إنك تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولم تذكره, قال: يا ابن أخي, لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، أني في زمان كما ترى، وكان في عمل الحجاج كل شيء، سمعتني أقول, قال رسول -الله صلى الله عليه وسلم، فهو عن عليّ, غير أني لا أستطيع أن أذكر عليًّا.
ثم ذكر ما أخرجه الحفاظ من رواية الحسن عن علي، فبلغ عشرة أحاديث ساقها، وذكر في خلالها قول ابن المديني، الحسن رأى عليًّا بالمدينة وهو غلام، وقال أبو زرعة: كان الحسن البصري يوم بويع عليّ ابن أربع عشرة سنة، ورأى عليًّا بالمدينة، وقال: رأيت الزبير [بايع] عليًّا، ثم خرج إلى الكوفة والبصرة، ولم يلقه الحسن بعد ذلك، ففي هذا القدر كفاية، ويحمل قول النافي على ما بعد خروج علي من المدينة، وروى أبو يعلى, حدثنا جويرية بن أشرس، قال: أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي، قال: سمعت الحسن يقول: سمعت عليُّا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مثل أمتي مثل المطر" الحديث. قال الحافظ في تهذيب التهذيب: قال محمد بن الحسن الصيرفي شيخ شيوخنا: هذا نص في سماع الحسن من عي، ورجاله ثقات، انتهى ملخصًا.
وليس في [ذاك الرفع] كله إثبات الدعوى، أن عليًّا ألبس الحسن الخرقة على متعارف الصوفية، وكذا قول المصنف "نعم ورد لبسهم لها، مع الصحبة المتصلة إلى كهيل" بضم الكاف، وفتح الهاء، "ابن زياد" النخيع، ثقة رمي بالتشيع، وكان شريفًا مطاعًا في قومه.
قال خليفة: قتله الحجاج سنة اثنتي وثمانين، وحكى ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين مات كهيل سنة ثمان وثمانين، وهو ابن سبعين سنة، روى له النسائي، "وهو صحب علي بن أبي طالب" وروى عنه وعن عمر وعثمان وابن مسعود وأبي مسعود وأبي هريرة, وروى عنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهما "من غير خلف في صحبته له بين أئمة الجرح والتعديل" لا دلالة فيه على الدعوى، وهو أن عليًّا ألبسها كهيلًا، إنما هو احتمال، ولا تقوم به حجة، "وفي بعض الطرق" للخرقة، "اتصالها بأويس" بن عامر "القرني" بفتحتين، خير التابعين، "وهو اجتمع بعمر بن الخطاب، وعلي ابن أبي طالب، وهذه صحبة لا مطعن فيها" لكن لا تدل على الدعوى نصًّا, إنما هو احتمال، "وكثير من السادة" الصوفية "يكتفي بمجرد الصحبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>